أكد الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج السيد محمد عامر أن المشروع المغربي حول الجهوية المتقدمة رد على مناورات خصوم الوحدة الترابية للمملكة. وأبرز السيد عامر خلال لقاء عقده مساء أمس الثلاثاء بمدينة الجزيرة الخضراء (جنوبإسبانيا) مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بهذه المدينة وبضواحيها، الذين حضروا بكثافة هذا اللقاء بالرغم من سوء الاحوال الجوية، أن هذه المبادرة ستمكن من المضي قدما في مسلسل بناء مجتمع ديمقراطي وحداثي مغربي وتكريس دولة القانون وتوطيد دعائمها. وأشار الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى أن الامر يتعلق بأحد الاوراش الكبرى التي تعبأت لها مجموع القوى الحية في الامة وبمرحلة هامة في إطار مسلسل تعميق الممارسة الديمقراطية على الصعيد الجهوي، مما سيمكن المواطنين من تدبير شؤونهم والمساهمة في التنمية المندمجة للجهات التي يقيمون بها. وفي السياق نفسه دعا السيد عامر الجالية المغربية المقيمة في الجزيرة الخضراء وضواحيها إلى مزيد من التعبئة من أجل مواجهة المخططات الاستفزازية التي تهدف إلى تقويض الوحدة الترابية للمملكة والمشروع الحداثي والديمقراطي المغربي، مؤكدا في هذا الصدد أنه يتعين على كل مغربي مقيم بالخارج أن يعتبر الدفاع عن القضية الوطنية مهمة أساسية. وتأسيسا على ذلك، أبرز الوزير أن مقترح منح الحكم الذاتي للاقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية، مبادرة نابعة من مقاربة تعتمد على التشاور السياسي الديمقراطي وضمان مشاركة سكان الجهة وحلا نهائيا للنزاع المفتعل حول الصحراء. وخلال هذا اللقاء استعرض السيد عامر مختلف التدابير الرئيسية التي تم اتخاذها لفائدة الجالية المغربية المقيمة في الخارج، مبرزا أن الحكومة المغربية وضعت برنامجا شاملا يستهدف هذه الجالية ويتمحور حول عدة جوانب تهم بالخصوص المجالات الاقتصادية والإدارية والاجتماعية والثقافية والقانونية والتربوية والتواصلية. ومن جهة أخرى أشار السيد عامر إلى الطابع الاستراتيجي لمدينة الجزيرة الخضراء ليس فقط بالنسبة للمغاربة الذين يقيمون بها، ولكن أيضا بالنسبة لجميع المغاربة المقيمين بالخارج، الذين يعبرون هذه المدينة أثناء عوتهم إلى المملكة لقضاء عطلهم. وقال إن الوزارة المنتدبة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج ستعمل على تشجيع وتنظيم الفعاليات الثقافية للمغاربة المقيمين في هذه المنطقة من اسبانيا، وخاصة في إطار شراكة مع جمعيات المغاربة. وشكل هذا اللقاء، الذي جرى بحضور القنصل العام للمملكة المغربية بالجزيرة الخضراء السيد سلام برادة ، فرصة لممثلي الجالية المغربية في هذه المدينة للتأكيد مجددا على التزامهم التام بالدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة ودعم جهود المغرب من أجل إيجاد حل نهائي لطي النزاع المفتعل في الصحراء. كما استعرض ممثلو الجالية المغربية بالجزيرة الخضراء بعض المشاكل التي تعاني منها الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا خاصة في ما يتعلق بتجديد بطاقة الإقامة والتجمع العائلي وانعكاسات الازمة الاقتصادية والنقص في عدد مدرسي اللغة العربية. يذكر أن السيد محمد عامر، الذي يقوم حاليا بزيارة لاسبانيا، كان قد أجرى مباحثات مع رئيس الحكومة المستقلة للأندلس السيد خوسي أنطونيو غرينيان تمحورت حول سبل تطوير العلاقات بين المغرب والاندلس، خاصة في المجال الثقافي وتشجيع مشاركة الجالية المغربية المقيمة بهذه الجهة في تعزيز هذه العلاقات. كما أجرى مباحثات مع مديرة مؤسسة الثقافات الثلاث في البحر الأبيض المتوسط السيدة إلبيرا سان خيرونس إيريرا تمحورت بشكل خاص حول بحث سبل النهوض بمشاركة مؤسسة الثقافات الثلاث في البحر الأبيض المتوسط في الاشعاع الثقافي للمغرب في كل من جهة الأندلس وإسبانيا. وشكل موضوع إقامة شراكة مع الاتحاد العام للشغالين بالاندلس لدعم المغاربة في وضعية صعبة خاصة في مجال المساعدة القانونية محور اجتماع عقد بإشبيلية بين السيد عامر ونائب الكاتب العام للمركزية النقابية الاندلسية السيد ديونيسيو بالبيردي. وتجدر الاشارة إلى أن الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج يقوم خلال الفترة ما بين 10 و17 يناير الجاري بزيارة عمل لاسبانيا تشمل جهات الأندلس وبلنسية وكاطالونيا، تندرج في إطار اللقاءات التواصلية المنتظمة التي يجريها الوزير مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج للاطلاع على أحوالها وإبلاغها بما استجد من إجراءات وتدابير خدمة لمصالحها. وتكتسي زيارة السيد عامر لهذه الجهات الاسبانية أهمية خاصة نظرا للظرفية الدقيقة التي يمر بها هذا البلد، الذي يقيم به أزيد من 800 ألف مغربي، تضرر العديد منهم من ارتفاع معدل البطالة جراء الأزمة الاقتصادية العالمية.