خلفت مسرحية "ديالي" للمخرجة المغربية نعيمة زيطان التي تم عرضها بالمركز الثقافي الفرنسي بالرباط، استياء المغاربة، بعد اتهام المخرجة بتعمد خدش الحياء ونشر الإباحية في مجتمع محافظ معروف بالالتزام، بالإضافة إلى الإساءة للمرأة المغربية عبر التعدي على خصوصياتها الشخصية بما في ذلك حياتها الخاصة. وتعالج المسرحية ظاهرة اجتماعية مهمة، ترتبط بعالم المرأة وحياتها "الخاصة"، وقد قام باقتباس هذا العمل موحا سانو عن مسرحية للكاتبة «ايف انسلر»، وقام بتشخيصها كل من نورية بنبراهيم، فريدة بوعزاوي وأمال بنحدو، بعيداً عن المواضيع المستهلكة الاغتصاب، والتحرش، والعنف. وبلغت مدة العرض 30 دقيقة باللهجة المغربية، جسدت من خلاله فرقة أكواريوم صوراً متعددة للحياة الخاصة للنساء المغربيات اللواتي تكلمن من دون حرج. من جانبها، كشفت أمينة بلقاس الباحثة في علم النفس والتواصل الاجتماعي في تصريح ل"العربية.نت" أن الموضوع كسر جدار الصمت عن مكبوتات داخلية وعقد نفسية عالقة بذهنية المغاربة ينبغي البوح بها، معترضة في الوقت ذاته على الأسلوب الجريء والخارج عن المألوف الذي لا يراعي الخصوصية المغربية الذي لن يتقبله المغاربة بآي شكل من الأشكال. وأضافت بلقاس أعتقد أن الأسلوب الأمثل لمعالجة مثل هذه المواضيع ينبغي التأسيس له بمقاربة شمولية، مؤكدة أن ثقافة "العيب والعار" متجذرة بالأوساط المغربية وليس من السهل تغيير هذه المفاهيم بمشهد مسرحي أو لقطة من فيلم، مشيرة إلى أن الإيحاء أبلغ صورة للإبداع حيث تخلق تواصلاً إيجابياً مع المجتمع مع مراعاة هويته وقيمه. ونددت مسؤولة صفحة "مغربيات ونفتخر" على صفحة "فيسبوك" بشرى بلخياط بهذا العرض المسرحي، متهمة القائمين على المسرحية بالإساءة للمرأة المغربية عبر التعدي على خصوصيتها من أجل نشر الميوعة والتفسخ الأخلاقي في المجتمع المغربي، مشيرة إلى أن الجرأة التي طرح بها الموضوع تظهر للعيان أن المغرب يعيش أزمة سيناريو وفي غياب الإبداع تنتشر الإباحية بدعوة التحرر وكشف المستور. وأضافت بلخياط أن المسرحية تسيء للمغربيات وتعطي الفرصة لمن يحاولون التسويق لصورة المغربية على أنها المرأة المتحررة، المنحلة أخلاقياً للتلاعب بسمعتها والاتجار بها، معتبرة سيناريو المسرحية تطرف فكري بامتياز يستهدف المجتمع المغربي المحافظ عبر تصفية حسابات سياسية أيديولوجية.