أجمع المشاركون في اليوم التحسيسي حول أضرار المخدرات، المنظم بقاعة المحاضرات بغرفة التجارة بالناظور، عصر اليوم الجمعة 15 يونيو الجاري، من طرف الجمعية الوقاية من أضرار المخدرات – فرع الناضور- بشراكة مع الصندوق العالمي لمحاربة داء السيدا والملاريا وداء السل، ووزارة الصحة، تحت شعار" جميعا من أجل مقاربة مواطنة مبنية على حقوق الانسان لتقليص أضرار المخدرات بالناضور"، على ضرورة إنخراط جميع المكونات الجمعوية بالإقليم لدعم المجهودات المبذولة من طرف مختلف المهتمين قصد بلورة الأهداف المتوخاة بخصوص الحد من خطورة الأضرار الناجمة عن إستهلاك المخدرات بشتى أنواعها خاصة التي تنعكس على المجتمع بحكم أن ضحايا الإدمان طرف يتعايش مع المجتمع ويحتك به بشكل يومي مما يدق ناقوس الخطر على إنتشار أضرار ظاهرة الإدمان على المخدرات وسط مختلف الشرائح الإجتماعية والفئات العمرية للمجتمع بالمنطقة. وقد أكدت جل مداخلات المشاركين في اليوم التحسيسي والمتمثلين أساسا في رئيسة مصلحة الأمراض العقلية بوزارة الصحة ومندوب الوزارة بالناظور ورئيس الجمعية الوطنية للتقليص من أضرار المخدرات ورئيس فرع هذه الأخيرة بالناظور وأطباء مهتمين وفاعلين جمعويين وحقوقيين، على الخطورة التي أضحت تتنامى بشكل مقلق وبصمت كبير، نتيجة الدراسات الميدانية التي قامت بها مختلف المؤسسات والجهات المهتمة، بشأن أضرار المخدرات بشتى أنواعها والتهديد الذي يشكله المدمون على المحيط الإجتماعي بالمنطقة، حيث طالب المشاركين بضرورة إنخراط المجتمع المدني قصد المساهمة في التوعية والتحسيس للحد من حصيلة الظاهرة ومواجهة مخاطر التعاطي للمخدرات. وتم التطرق خلال اليوم التحسيسي إلى مجموعة من المحاور من ضمنها الوضع الوبائي لتعاطي المخدرات بالمغرب والتدابير المتخذة من طرف وزارة الصحة، واستراتيجيات التقليص من أضرار المخدرات والمجتمع المدني وتقليص اضرار المخدرات : تجارب ميدانية ومقاربة حقوق الإنسان في التعاطي مع مشكل الإدمان، وتمت الإشارة خاصة خلال المداخلة المتعلقة بالوضع الوبائي لتعاطي المخدرات بالمغرب إلى بعض أرقام الدراسة الوطنية لسنة 2003 والتي تؤكد أن نسبة 4 في المائة المتعاطين للمخدرات من المغاربة هم شريحة معظمها من الشباب الذين تفوق أعمارهم 15 سنة وأن نسبة 3 في المائة من المتعاطين بإصراف للمخدرات ونسبة 2،8 في المائة من المدمنين على تعاطي المخدرات، كما أكدت ذات الدراسات أن نسبة 13،9 من الإصابات المسجلة بداء المناعة المكتسبة السيدا سجلت لدى شريحة المتعاطين للمخدرات بواسطة الحقن رغم أن هذه الظاهرة جديدة بالمغرب، في حين همت دراسات أخرى جزئية لوزارة الصحة خلال فترة 2008 2012 بخصوص ذات الموضوع مجموعة من المدن المغربية أبرزها الرباط والدار البيضاء وفاس وطنجة وتطوان والحسيمة والناظور ووجدة، حيث أكدت ذات الدراسة أن إقليمالناظور بالخصوص وبحكم موقعه الجغرافي في حاجة إلى تدخل مستعجل للتصدي لظاهرة التعاطي للمخدرات بالمنطقة قصد الحد من نسبها، كما تم التطرق أيضا إلى الإلتهاب الكبدي الفيروسي من نوع " c " الذي بات بدوره يتنامى بشكل مقلق حسب ذات الدراسات. ويجدر ذكره أن فرع الناظور للجمعية الوطنية للوقاية من اضرار المخدرات بالمغرب، قد تم تأسيسه بتاريخ 27 مارس 2009 وهي جمعية مدنية تهدف إلى الوقاية من الأضرار المرتبطة بإستهلاك المخدرات، وتكمن الأهداف العامة للجمعية في الدفاع عن حقوق متعاطي المخدرات بإعتبارهم مواطنين قبل كل شيئ، والنضال ضد أي معاملات تمييزية بحقهم وإقصائهم الإجتماعي ووضع رهن إشارة متعاطي المخدرات الأدوات الضرورية للوقاية من أضرار استهلاك المخدرات، في حين تتجلى الأهداف الخاصة للجمعية اساسا في التحسيس والوقاية من الأضرار الإجتماعية والصحية المرتبطة بإستهلاك المخدرات والمساهمة في الإدماج الإجتماعي لمتعاطي المخدرات وتعبئة الفاعلين المعنيين بالوقاية من استهلاك المخدرات خاصة لدى فئة الشباب وفتح نقاش حول المخططات الإجتماعية والسياسية لفائدة مقاربة تقليص المخاطر وتطوير قوة ضغط من اجل مناصرة متعاطي المخدرات والإعتراف لهم بحقوقهم ومواطنتهم الكاملة. عدسة ناظورسيتي واكبت عن كثب فعاليات اليوم التحسيسي ورصدت لكم أهم فقراته في التقرير التالي بالصوت والصورة :