صرحت حكيمة حميش، رئيسة جمعية محاربة السيدا أن 91 في المائة من بين 300 مدمن شملهم البحث الوطني الذي هم مدن تطوان وطنجة والناظور، من الذكور، مستواهم التعليمي ابتدائي أو دون ذلك، مشيرة إلى أن نتائج البحث الذي شخص وضعية الوصم الذي يتعرض له متعاطو المخدرات عبر الحقن أبانت عن أن 96 في المائة من النساء المدمنات على المخدرات يمارسن الدعارة للحصول على المخدرات، و82 في المائو من مجموع المدمنين سبق أن دخلوا المؤسسات السجنية، وجلهم يشكو سوء المعاملة من طرف الشرطة والمجتمع على حد سواء. وأكدت حكيمة حميش، رئيسة جمعية محاربة السيدا، عقب مداخلتها خلال الندوة التي نظمتها أول أمس (الأربعاء) بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان وبمشاركة جمعية حسنونة وجمعية تقليص مخاطر المخدرات بالمغرب، حول موضوع “من أجل مقاربة للتعاطي مع مستعملي المخدرات مبنية على الصحة وحقوق الإنسان”، خصصت لمجابهة الوصم الذي يتعرض له متعاطي المخدرات، أن التعاطي إلى المخدرات عن طريق الحقن يؤدي، إلى الإصابة بداء السيدا والتهاب الكبد الفيروسي من نوع “سي”، “ما يحتم إعادة النظر في منظومة القوانين والسياسة الحكومية المتعلقة بتجريم المخدرات، كما حدث في سويسرا، التي سجلت في الثمانينيات من القرن الماضي، ارتباط أزيد من نصف المصابين بداء السيدا بالتعاطي للمخدرات، فيما لا تسجل اليوم أي حالة إصابة جديدة بالداء لها علاقة بحقن المخدرات”. وحسب تقديرات وزارة الصحة، عرف المغرب خلال السنوات الأخيرة، تزايدا في عدد متعاطي المخدرات عبر الحقن يوما عن يوم، خاصة في المناطق الشمالية، حيث يوجد أزيد من 14000 متعاطي للمخدرات عبر الحقن، “وهذه المجموعة البشرية تعتبر أكتر تعرضا من غيرها للإصابة بفيروس فقدان المناعة المكتسب السيدا وكذلك هم أكتر عرضة للإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي” س”، وفق ما تؤكده المعطيات المستقاة من خلال دراسة أنجزتها وزارة الصحة. وتحدثت الدراسة ذاتها عن أن، مدينة الناظور وحدها، تضم حوالي 37 في المائة من متعاطي المخدرات عبر الحقن، مصابون بفيروس نقصان المناعة المكتسب و90 في المائة منهم مصابون بالالتهاب الكبدي “س”. وأمام هذه الوضعية المقلقة، يقول عمر المنزهي، مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، في كلمة ألقاها خلال الندوة، أن وزارة الصحة وضعت خطة إستراتيجية وطنية وبرامج لتقليص خطر الإصابة منذ سنة 1986 إثر التصريح عن أول حالة، بشراكة مع القطاعات المهتمة بالموضوع، مشيرا إلى أن مؤسسة محمد الخامس للتضامن شيدت مراكز لمحاربة الإدمان ضمن برنامج وطني للتضامن وذلك بشراكة مع وزارة الصحة ووزارة الداخلية. ومن جهتها، خلصت، الدكتورة فاطمة أصواب، عن وزارة الصحة، في تحلبلها لوضعية تعاطي المخدرات في المغرب، إلى أن الدراسة التي قامت بها الوزارة في جهة سلا زمور زعير، شملت ثلاميذ متمدرسين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة، أبانت أن 12,5 من الذكور يستعملون الحشيش وأدكنوا على تناول المخدرات منذ سن 11 سنة، مقابل 8,7 في المائة من الإناث، فيما يتناول 16,6 من الذكور الكحول، مقابل 4,7 من الإناث، و9,5 من الذكور يستعملون حبوب الهلوسة. إلى ذلك، وفضلا عن تقديم نتائج البحث الذي شخص وضعية الوصم لدى متعاطي المخدرات عبر الحقن، شملت الندوة تقديم تقرير عن تطبيق القانون وحقوق متعاطي المخدرات، شارك فيه خبراء وطنيون ودوليون وممثلو وزارات الصحة، بالإضافة للجمعيات والمنظمات الحقوقية والجمعيات الموضوعاتية. وأجمع المشاركون في الندوة، استنادا إلى دراسات منجزة حول الموضوع أن أية سياسة لتقليص خطر الإصابة من السيدا عند متعاطي المخدرات لا يمكنها النجاح إذا لم تؤخذ بعين الاعتبار تحسين ظروف عيشهم ومجابهة الوصم الذي يتعرضون له يوميا. هجر المغلي إستعمل حساب الفايسبوك للتعليق على الموضوع