مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا ترتفع في أوساط المتعاطين للمخدرات عبر الحقن تعقد جمعية محاربة السيدا مؤتمرها الوطني يومه السبت وغدا الأحد (21 - 22 يناير الجاري) بمدينة أصيلا في موضوع «من أجل مقاربة للتعاطي مع مستعملي المخدرات مبنية على الصحة ومرجعية حقوق الإنسان». وستنعقد بالموازاة مع المؤتمر الوطني ندوة مغاربية في نفس الموضوع. وتجري فعاليات المؤتمر والندوة بفضاء خزانة الأمير بندر ابن سلطان بأصيلا . ويكتسي موضوع المؤتمر أهمية كبرى بالنسبة لمنطقة شمال المغرب، حيث يتواجد أكثر من 1400 متعاط للمخدرات بواسطة الحقن حسب الإحصاءات التقديرية لوزارة الصحة، وهذه الفئة من متعاطي المخدرات هي الأكثر عرضة للإصابة بفيروس فقدان المناعة البشري المكتسب وكذلك الالتهاب الكبدي. ففي مدينة الناظور وحدها، وحسب دراسة ميدانية أجرتها وزارة الصحة بشراكة مع وكالة الأممالمتحدة لمحاربة السيدا (ONUSIDA) و(OMS)، تم تسجيل أكثر من 38% من المصابين بداء السيدا و89% مصابين بالالتهاب الكبدي، من بين متعاطي المخدرات في المدينة. وأمام هذه الوضعية الكارثية، وتماشيا مع توصيات وكالات الأممالمتحدة (ONUSIDA)، وضعت وزارة الصحة برنامجا استعجاليا يعتمد بالأساس الوقاية والعلاج من داء السيدا والالتهاب الكبدي، من خلال توزيع الحقن المعقمة ودمج هذه الفئة في برنامج رائد للعلاج عبر الميتادون. وفي إطار الجهود المبذولة للمساهمة في وقف زحف الإصابة بداء السيدا و الالتهاب الكبدي، ومساهمة من المجتمع المدني، بادرت ثلاث جمعيات (جمعية حسنونة، جمعية محاربة السيدا وجمعية تقليص مخاطر الإصابة) إلى بلورة وتنفيذ برنامج تقليص مخاطر الإصابة عند متعاطي المخدرات عبر الحقن. وتؤكد البروفيسور حكيمة حميش رئيسة جمعية محاربة السيدا، في تصريح صحفي، أن «التجربة أثبتت في العديد من الدول وكذلك استنادا لمجموعة من الدراسات التي أجريت، أن نجاح ونجاعة أية سياسة لتقليص خطر الإصابة في أوساط متعاطي المخدرات عبر الحقن لا يمكن أن يحقق نتائج عملية وفعلية دون تحسين وضعيتهم المعيشية والتصدي للوصم الذي يطالهم يوميا». وانطلاقا من هذه الأسباب، بادرت جمعية محاربة السيدا بشراكة مع مجموعة من نشطاء المجتمع المدني إلى تشخيص وضعية الوصم الذي يطال متعاطي المخدرات عبر الحقن، وذلك عبر إجراء بحث ميداني لدى 300 متعاط في ثلاث مدن (طنجة، تطوان، الناظور)، بالإضافة إلى وضع تقرير عن الوضعية القانونية لهذه الفئة، حيث سيتم نشر نتائج الدراسة وخلاصات التقرير خلال المؤتمر. ويشير الدكتور رشيد حسنوني، رئيس فرع تطوان لجمعية محاربة السيدا، بمناسبة المؤتمر الوطني، أن جمعية محاربة السيدا تبتغي بتخصيص مؤتمرها لهذا الموضوع، تعبئة متطوعيها والمتدخلين الميدانين وشركائها في المجتمع المدني وكذلك كل الفاعلين في البرنامج الوطني لمحاربة السيدا والمسؤولين السياسيين، لكي يجعلوا من هذه المقاربة الجديدة الطموحة المبنية على الصحة ومرجعية حقوق الإنسان ركيزة أساسية في إستراتيجيتهم المستقبلية، وكل هذا من أجل الوقاية وحماية المتأثرين بهذه الآفة وتقليص خطر انعكاسات الإصابة بفيروس فقدان المناعة البشري المكتسب عليهم وعلى المجتمع». يذكر أنه من المنتظر أن يسجل مؤتمر جمعية محاربة السيدا الذي ينظم كل سنتين، حضور ما يقارب 350 مشاركا ومشاركة من متطوعين وأجراء بالجمعية، ومسؤولين في الأجهزة الحكومية، وخبراء مغاربة ودوليين، ونشطاء جمعويين في مجال محاربة السيدا وفي مجال تقليص خطر الإصابة عند الأشخاص المتعاطين للمخدرات. ويشكل المؤتمر فرصة سانحة للتفكير الجماعي وتقاسم التجارب وتبادل الآراء في موضوع تعاطي المخدرات والسيدا، والذي أصبح مشكلا خطيرا مطروحا في مجال الصحة العمومية. تجدر الإشارة أنه سيتم تنظيم، على هامش أشغال المؤتمر، ندوة مغاربية هي الأولى من نوعها للمرافعة من أجل مناهضة الوصم والتمييز الذي يطال متعاطي المخدرات. كما ستناقش هذه الندوة الوضعية الوبائية لتعاطي المخدرات في البلدان المغاربية، القوانين، والبرامج الهادفة إلى تقليص خطر الإصابة، ودور المجتمع المدني.