عندما تداس كرامة الإنسان وتغتصب حقوقه الطبيعية والكونية في واضحة النهار عندما تضرب جميع المواثيق والمعاهدات الدولية والوطنية الضامنة للإنسان حقه في العيش بكرامة عرض الحائط عندما تطغى النرجسية والأنانية والتكبر والاستعلاء في النفوس والرجعية والتخلف والتحجر في عقلية الإنسان وعندما يتجرد الإنسان من آدميته في مهنة يقال أنها نبيلة فلا يمكننا إلا أن ننتظر الكارثة. وهذا بالضبط ما حدث أول يوم أمس الثلاثاء 29 نونبر المنصرم بجماعة بودينار بتمسمان عندما أقدم أحد الممرضين العاملين بالمركز الاستشفائي على طرد عجوز سبعيني مصاب بالسكري بطريقة مهينة لكرامة الإنسان ورميه أمام باب المركز عندما قصده هذا الأخير من أجل قياس نسبة السكر في الدم وأخذ بعض الأدوية التي تعطى مجانا للمصابين بهذا المرض غير أن الاكتظاظ الذي كان بالمركز أفقد قدرة العجوز على مقاومة مرضه ليسقط على الأرض مغمى عليه لحوالي ساعتين من الزمن أقدم خلالها الممرض الذي كان بالمركز بمساعدة أحد الأعوان على التخلص منه خارج أسوار المستوصف لإغلاقه بداعي انتهاء فترة عمله الصباحية رغم أن المركز يعمل بالتوقيت المستمر مستغلا بذلك عدم تواجد الطبيب المسئول الذي كان في مهمة خارج الجماعة بدل استدعاء سيارة الإسعاف لنقله إلى المستشفى الإقليمي بالحسيمة لتلقي الإسعافات الضرورية في سلوك أقل ما يقال عنه أنه لا إنساني. وفور علمها بوجود شخص مرمي أمام باب المركز الاستشفائي هرعت إلى عين المكان بعض الفعاليات الجمعوية بالمنطقة وقامت بتصوير الحادث لنقله بالصوت والصورة إلى الجهات المسئولة واستدعاء سيارة الإسعاف لنقله إلى مستشفى محمد الخامس بالحسيمة بعد أن تدهورت حالته الصحية بفعل الإهمال وبقائه في العراء لمدة طويلة خارج أسوار المركز المذكور. وقد أثار هذا السلوك الأرعن لهذا الممرض موجة من الاستياء العارم من قبل الساكنة التي استنكرت هذا الفعل اللاأخلاقي الذي قام به هذا الممرض الذي انتزعت من قلبه الرحمة والرأفة حسب تعبير أحد المتصلين بناظور سيتي فيما دخلت بعض الجمعيات المدنية العاملة بالمنطقة على الخط الشئ الذي يجعل هذه الواقعة مرشحة لتفاعلات كبرى في قادم الأيام إن لم تتدخل المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بادريوش لردع مثل هذه التصرفات اللامسؤولة وإصدار بيان يوضح ملابسات هذه الواقعة. وفي نفس السياق تتوفر جماعة بودينار على مركز استشفائي أنجز سنة 2008 يتوفر على تجهيزات طبية متطورة وذو طاقة استيعابية كبيرة إلا أن غياب الأطر الطبية اللازمة حالت دون تقديم خدماته علما أن الأربع جماعات المكونة لقيادة تمسمان تتوفر على طبيب واحد.