إنَّ استِمرار النبيِّ صلى الله عليه وسلم والمسلمين معه على الأُضحِيَّة - يدلُّ على أنَّ الصَّدقة بثمن الأُضحِيَّة لا تُساوِي ذبح الأُضحِيَّة، فضلاً عن أن تكون أفضل منه؛ إذ لو كانت تُساوِيه لعملوا بها أحيانًا؛ لأنها أيسر وأسهل، أو تصدَّق بعضهم وضحَّى بعضهم، كما في كثيرٍ من العبادات المتساوية، فلمَّا لم يكن ذلك علم أنَّ ذبح الأُضحِيَّة أفضل من الصدقة بثمنها. وممَّا يدلُّ على أنَّ ذبح الأُضحِيَّة أفضل من الصدقة بثمنها، أنَّ الناس أصابتهم مجاعةٌ في سنةٍ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم زمن الأُضحِيَّة، ولم يأمُرهم بصَرف ثمنها إلى المحتاجين، بل أقرَّهم على ذبح الأضاحي، وأمرهم بتفريق لحمها على الفُقَراء، ونَهاهم عن الادِّخار فوقَ ثلاث .