غاية العذوبة.. منتهى الحنين، كلها اجتمعت في ذلك الصوت البديع، فسبحان الصوت الشجي. إذا ما تعكر صفو سماءك ولم تجد لا من تحب ولا شيئا من هذا القبيل لتفكر أو لتتشوق به لأجل حياة مهمومة شنِّف أذنيك بأغنية من إحدى أغانيه فستغدو حياتك، من بعد التفكير، جنانا وبلسما؛ وقتها ستنتمل قلما وتستحضر دواة وأوراقا وتعتصر كتابة عن حب أحمر متقد كالجمر ترك فيك ندوبا تؤلمك كلما نكأتها لترسم حفريات على أعصابك فتغدو حفرياتك بلسما وجنانا أيضا.. يا سلام كم ضجيجا وكم إهانات وكم كآبة كنت أهلها، سيفتقدك قومك في الليلة الظلماء... أنت الذي غدرت بك المنون في أحلى قصة حب... على صوتك تعلم الفتيان... وداعا أيها المقاتل الذي لم يستودع السلاح، تجوس بصوتك فينا مثل محارب قديم من زمن التشظي والمجازفات وأعراص الريف... أنت الآن راحل عنا، لكن صوتك حاضرٌ ومكانتك تزداد بريقاً وتألقاً يوماً بعد يوم.