نشرت جريدة "التجديد"، المقربة من حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة الجديدة بالمغرب، في عددها أمس الأربعاء خريطة للمغرب مقسمة وبدون أقاليمه الجنوبية العزيزة على كل مغربي. و لم ينتبه القائمون على الجريدة، للأمر إلا بعد يوم من نشره، قبل أن يستدركوا الأمر ويقدمون اعتذارا لكافة المغاربة على هذا البتر، الذي اعتبروه "خارج عن إرادتهم". وكان الأجدر بجريدة يقود الحزب الناطقة باسمه أو المقربة إليه الحكومة في البلاد، أن تمنع هذا الخطأ من أصله، عن طريق التمحيص وتتبع مراحل تركيب صفحات الجريدة، لا أن يتم تدارك الأمر بعد فوات الأوان. بيد أن الملايين من المغاربة شجبوا هذا التصرف غير المسؤول من جريدة مفروض فيها، أن تكون القدوة، ولديها كل الوسائل اللوجستيكية للعمل، أم أن الفراغ الذي خلفه استوزار رئيس نشرها السابق مصطفى الخلفي، وزيرا للاتصال، ناطقا رسميا باسم حكومة عبد الاله بنكيران، جعل الأخطاء القاتلة تطفو بسرعة إلى السطح، خصوصا في ملف حساس وفي ظرف حساس لقضية المغرب الترابية ألا وهي الصحراء المغربية. وحملت رئاسة تحرير الجريدة، مسؤولية الخطأ إلى التقنيين المشرفين على الجريدة، في حين أنه يوجد في كل جريدة ورقية يومية سكرتيرا للتحرير ورئيس للتحرير بالإضافة الى الصحافي المشرف على الصفحة، وكان الأجدر بهم الانتباه إلى مثل هذا الخطأ القاتل، الذي قد يستغله أعداء المغرب لأغراضهم الخاصة.