برزت خلافات وصفت بالعميقة بين قياديين داخل الاتحاد الدستوري الذي حسم مشاركته في الحكومة المقبلة حتى قبل أن يعرض عليه الحزب الفائز الأمر، ومغادرة سفينة تحالف الثمانية الذي كان حزب المعطي بوعبيد أحد الموقعين على ميثاقها، وبرزت أطماع الحزب في العودة إلى سفينة الحكومة بعد غياب دام 14 سنة وهو عمر حكومة التناوب الديمقراطي، حيث مارس الحزب خلال المحطات السابقة نوعا من المعارضة السلبية والتي لم يظهر لها أي أثر، قبل أن يتحالف مع حزب التجمع الوطني للأحرار في إطار فريق مشترك داخل البرلمان باسم التجمع الدستوري، وهو التحالف الذي فرض على حزب الحصان الحياذ في كثير من القضايا. ولم يكن قرار الحزب المشاركة في حكومة يقودها حزب العدالة والتنمية مفاجئا بالنسبة لكثيرين، في ظل ذوبان شخصية الحزب، وتحوله إلى مجرد رقم مكمل، بعدما فترت شعبيته بفقدانه كثيرا من القلاع التي كانت حكرا عليه، خصوصا داخل جهتي مراكش تانسيفت الحوز والدارالبيضاء، التي يرأس مجلسها منذ ولايتين عبر محمد ساجد. وتشير الأخبار القادمة من مطبخ الحزب، أن صراع الحقائب الوزارية اشتعل قبل يومين، بعدما أبدى بعض قياديي الحزب رغبتهم في الاستوزار، وأوضحت مصادر مقربة، أن قياديين أبدوا إصرارا غير مفهوم على دخول حكومة بنكيران، بالنظر إلى ما اعتبروها تضحيات قدموها لصالح الحزب، وأشارت المصادر إلى أبرز اسم ظهر في الآونة الأخيرة وطالب بحقيبة وزارية، هو عبد الله الفردوس المسؤول عن جريدة الحزب، وأوضحت المصادر أن اسم الفردوس الذي اعتبر أحد الداعمين لدخول تحالف الثمانية إرضاء لصلاح الدين مزوار، يروج بقوة داخل كواليس الحزب، مشيرة إلى أن الرجل ظل منذ مدة يطمح إلى الاستوزار دون أن يحقق طموحه الشخصي، وهو الأمر الذي جعله متحمسا منذ البداية للتحالف مع الأحرار والبام والحركة إلى جانب أحزاب يسارية، عله يظفر بحقيبة وزارية في حكومة كان الكل يعتقد أن مزوار قائدها. وإلى جانب الفردوس يظهر اسم محمد الحبيب الدقاق، الذي كان يقدم على أنه مفكر الحزب ومنظره وتبدو مسألة استوزاره مطروحة بقوة، رغم أن الرجل ووفق المصادر ذاتها لم يطرح حتى الآن اسمه، لكن كل المؤشرات تقول إنه سيكون معادلة أساسية في حكومة بنكيران بالنظر إلى تكوينه السياسي والعلمي، لكن الرجلان سيجدان منافسة شرسة من قبل محمد ساجد عمدة مدينة الدارالبيضاء، الذي تقول المصادر إن تحمله مسؤولية تدبير الشأن المحلي في أكبر مدينة مغربية، يؤهله لتحمل مسؤولية داخل حكومة بنكيران، مشيرة إلى أن الرجل يحضى بنوع من الاحترام، رغم المشاكل التي يتخبط فيها داخل مجلس المدينة والخلافات السياسية العميقة التي طرحت بينه وبين مكونات المجلس بما فيها أحزاب الأغلبية. ومن الأسماء الأخرى التي يمكن أن تطرح نفسها على طاولة المفاوضات الشاوي بلعسال رئيس الفريق الدستوري بمجلس النواب، والذي قالت المصادر إنه شخصية مؤثرة داخل الحزب، ويملك حضورا وازنا يمكن أن يقلب موزاين القوى داخل حزب الاتحاد الدستوري.