كشفت مصادر مطلعة من داخل حزب "الاستقلال"، أن عبد الله البقالي، مدير نشر جريدة "العلم" قدم استقالته إلى الحزب من مسؤوليته في الجريدة. وقد لاحظ المتتبعون اختفاء عموده اليومي الذي كان يوقعه في الصفحة الأولى منذ تنصيب الحكومة الجديدة. ونقلت مصادر صحفية أن البقالي الذي يعتبر أيضا عضوا داخل "اللجنة المركزية" للحزب يعتكف ببيته احتجاجا على عدم استيزاره. وكانت عدة صحف قد تداولت اسم البقالي من بين الأسماء المرشحة للاستوزار بإسم حزب "الاستقلال" قبل أن يتم تسريب خبر وجود "فيتو" من القصر على البقالي وأسماء أخرى. لكن بعد اتضاح الصورة وإعلان التشكيلة الرسمية للحزب، سيكتشف البقالي وأعضاء آخرين داخل حزبه كانوا مرشحين للاستوزار أن الأمين العام لحزبهم عباس الفاسي، كان يكذب عليهم وافتعل مبرر "الفيتو" الملكي من أجل إقصائهم وفرض أسماء أصهاره في الحكومة الجديدة. وهو ما أدى إلى تفجر أزمة أخلاقية داخل الحزب الذي ظل يقود الحكومة لمدة أربع سنوات. ونسبت جريدة "أخبار اليوم"، إلى البقالي قوله لأمينه العام عندما أبلغه بأن الملك اعترض عليه هو شخصيا وليس على أي اسم آخر، بأنه لا مشكلة له مع الملك، قبل أن يضيف في لغة المتحدي: "سأستمر في خطي التحريري ولو وقع ما حدث في الحسيمة مرة أخرى فسأعيد كتابة ما كتبت !"، في إشارة إلى انتقاده لحشد المواطنين مثل قطعان الخرفان عند كل استقبال ملكي. لكن البقالي نسي أنه في اليوم الموالي لكتابة عموده المنتقد، عاد ليكتب عمودا آخر يجب فيه ما سبقه ويعتبر أن "جحافل المواطنين" (كذا!) إنما تسارع إلى "تخصيص ما يليق بجلالة الملك من حفاوة وتعبير قوي عن الانخراط في التعبئة وراء جلالته" ! (أنقر هنا لقراءة الموضوعين). وحسب مصادر حزبية فليست هذه أول مرة يغضب فيها البقالي ويعتكف ببيته، فقد سبق له عندما عين رئيسه السابق حسن عبد الخالق سفيرا للمغرب في الأردن، أن غضب واعتكف ببيته حتى تمت ترضيته بتعيينه مديرا للنشر في الجريدة خلفا للمدير السابق عبد الجبار السحيمي، الذي يوجد منذ فترة طريح الفارش بسبب مرض مزمن. يذكر أن البقالي الذي كان يعتبر أحد الأتباع الموالين لعباس الفاسي، ظل يكرس أغلب أعمدته، منذ توليه إدارة "العلم"، لكيل الشتائم وقذف خصوم عباس الفاسي السياسيين، وتلميع صورة الفاسي الذي كان يشير إليه دئما مسبوقا بلقب "الأستاذ عباس الفاسي". وطيلة سنوات كان يكتفي بإدارة حملة رئيسه الانتخابية في مسقط رأسه، أي مدينة العرائش، قبل أن يتنازل له عباس الفاسي عنها في انتخابات 25 نوفمبر الماضي، ليدخل البقالي لأول مرة في حياته إلى قبة البرلمان، وهو ما سيجعله مطمئنا وهو يجلس معتكفا ببيته حتى تتم ترضيته! --- تعليق الصورة: عبد الله البقالي