وجد عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، نفسه في وجه عاصفة غضب استقلالي عارم، في ثاني لقاء للجنة التنفيذية في ظرف 48 ساعة، بعد أن اتهم بالكذب والافتراء بشأن رفض استوزار عبد الله البقالي، عضو اللجنة في الفريق الحكومي، الذي يقوده عبد الإله بنكيران. وعلمت «المساء» من مصادر استقلالية أن الفاسي كان في «وضع لا يحسد عليه»، بعد أن عانى من «البهدلة»، وهو يواجه اتهامات أعضاء في اللجنة التنفيذية، المنعقدة مساء أول أمس الخميس بالمقر المركزي للحزب. الفاسي اتهم، بحسب مصادرنا، بالكذب بعد أن ادعى في بداية تفجر قضية رفض استوزار البقالي، أن هناك «فيتو» من أعلى سلطة في البلاد على استوزاره في حكومة بنكيران، قبل أن يعود ويؤكد لأعضاء اللجنة التنفيذية خلاف ذلك، من خلال الإشارة إلى أنه لم يسبق له أن صرح بذلك، وهو ما أثار حفيظة رئيس تحرير جريدة «العلم» لسان حزب الاستقلال. وبمقابل موجة الانتقادات والغضب التي عبر عنها أعضاء في اللجنة التنفيذية خلال اجتماع أول أمس الخميس، حول تحول حزب علال الفاسي إلى «حزب العائلة» وإضعاف اللجنة التنفيذية و»قتل الطموح المشروع في نفوس الاستقلاليين والأطر» باستوزار أشخاص بعينهم، انبرى كل من عبد الواحد الفاسي، عضو اللجنة التنفيذية وأحد المرشحين لخلافة عباس الفاسي على رأس الحزب، ومحمد السوسي، المفتش العام للحزب إلى الدفاع عن الأمين العام الحالي، الذي وجد نفسه في مواجهة سيل من الانتقادات انصبت بالأساس على منهجية تدبيره لمسلسل التفاوض مع رئيس الحكومة الجديد وترشيح وزراء الحزب. وبحسب مصادر «المساء» فقد كان لافتا خلال الاجتماع التحول في مواقف المحسوبين على الفاسي، مشيرة إلى أن أسماء استقلالية من قبيل توفيق احجيرة وياسمينة بادو، الوزيرين في الحكومة التي قادها الفاسي، عمدت إلى التغيب عن اجتماع اللجنة التنفيذية. فيما فضل سعد العلمي، وزير تحديث القطاعات في الحكومة السابقة الانضمام إلى صفوف الغاضبين، بعد أن قاطع اجتماع اللجنة التنفيذية إلى جانب القيادي امحمد الخليفة. من جهة أخرى، وجه أعضاء في اللجنة التنفيذية سهام نقدهم اللاذع إلى نزار البركة، صهر الفاسي، متهمين إياه بالوقوف وراء ما يعيشه الحزب من أزمة على خلفية الاستوزار، بعد أن «جعل الحزب مطية لتحقيق حلمه بالظفر بحقيبة المالية والاقتصاد». وفيما ينتظر أن يتواصل مسلسل الانتقادات الحادة الموجهة إلى الفاسي خلال اجتماعات اللجنة التنفيذية، التي ينتظر أن تشهد استكمال التدخلات ال 21 لأعضاء اللجنة، علق مصدر قيادي من الحزب على ما تعيشه اجتماعات اللجنة التنفيذية من قلب للطاولة على الأمين العام للحزب يذكر بما عاشه الاتحادي محمد اليازغي في سنة 2008 قائلا: «صحيح أن العائلة حاضرة في مسلسل الاستوزار لكن من ساهم في ذلك هو خنوع أعضاء اللجنة»، وأضاف: «إجمالا هو فرعون وهم هامانات وهم المسؤولون عن فرعنته». إلى ذلك، امتد الغضب الاستقلالي ضد الفاسي إلى الروابط المهنية للحزب، حيث كان لافتا خلال اجتماع عقد أول أمس لتلك الروابط درجة الاستياء إزاء القيادة بشأن اللائحة الأولى للوزراء التي كان قد تقدم بها الفاسي إلى بنكيران واصطدمت بتحفظات القصر عليها، واللائحة الثانية التي تضمنت ترشيح أسماء كانت محط انتقاد في الأوساط الاستقلالية. ووفق مصادر من الراوبط المهنية، فإن الاجتماع المذكور كان مناسبة لتدارس أزمة الحزب وقضية الاستوزار التي خضعت لمنطق العائلة والمحسوبية.