توصلت «المساء» إلى معطيات تفيد بأن استوزار الاستقلالي محمد الوفا في حكومة بنكيران، جاء بناء على «صفقة» بين عباس الفاسي والوفا. وتقضي هذه «الصفقة» بأن يضمن الفاسي للوفا منصبا وزاريا مقابل أن يتنازل هذا الأخير عن ترشيحه لمنصب الأمين العام للحزب لفائدة نزار البركة، صهر عباس الفاسي. كما تحدثت أنباء عن ضغوط عائلية قوية مورست على عباس الفاسي لكي يذعن لرغبة الوفا في الاستوزار، خاصة أن عباس والوفا تربطهما علاقة مصاهرة. وقالت مصادر «المساء» إن الفاسي لم يكن في بداية الأمر راغبا في إسناد أي منصب وزاري لمحمد الوفا، لكن جهات من داخل عائلة آل الفاسي تدخلت لإقناع الأمين العام بإسناد منصب وزير التربية الوطنية للوفا العائد إلى المغرب بعد 12 سنة قضاها في الخارج في العمل الديبلوماسي. من جهة أخرى، من المنتظر أن يكون اجتماع للجنة التنفيذية للحزب قد التأم، مساء أمس الأربعاء، برئاسة الأمين العام عباس الفاسي، وسيكون موضوع الاجتماع هو تقديم الفاسي لملابسات تعيين الحكومة ومبررات اقتراحه أسماء بعينها للاستوزار، وكذا الصعوبات التي واجهته في ذلك. وكان استوزار محمد الوفا قد أثار غضب 14 من أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، يتزعمهم عمدة فاس حميد شباط، والذين اجتمعوا أول أمس الثلاثاء للتداول في طرق الرد على عباس الفاسي. وقد تداول الاجتماع في مسألة اقتراح عباس الفاسي أسماء بعينها للاستوزار ضمن حكومة عبد الإله بنكيران حيث أجمع المجتمعون على أن هؤلاء الوزراء لم يكونوا في «مستوى حجم أو قيمة حزب الاستقلال». كما تطرق أعضاء آخرون إلى مسألة التفويض المشروط الذي منحه المجلس الوطني للحزب لعباس الفاسي للتفاوض حول حصة الحزب في الحكومة، والذي قالوا إن الفاسي «لم يتقيد بشروطه، وتصرف فيه بما يخدم أجندته للمؤتمر المقبل».