مع تنامي الوعي الثقافي و السياسي بالمغرب و الريف خاصة ، برز نوع جديد من الأغنية المعاصرة المنفتحة حضاريا على العالم دون أن تفقد هويتها ، و تعتبر الهيئة المثقفة حاملة مشعل هذا النوع الموسيقي الأصيل ، الذي اخذ أهدافا إنسانية و وطنية ، ويعود الفضل في تكوين الأبجديات الأولى لهذا النوع الموسيقي الحديث إلى الدور الذي لعبته الجمعيات الثقافية بالريف التي نذكر منها "جمعية الانطلاقة الثقافية" بالناظور التي كان لها الشرف في إشعال الشرارة الأولى للأغنية الشعبية الملتزمة بالريف و بالإضافة إلى جمعيات ثقافية أخرى بجل أنحاء الريف المغربي ، التي نتج عنها تكوين فرق عديدة تعني بقضايا المجتمع الريفي بالخصوص و بالإنسان الشمال إفريقي عموما ، من ابرز هؤلاء الفنانين المثقفين نذكر على سبيل المثال لا الحصر : الفنان "ميمون الوليد" الذي يعتبر ملك الأغنية الريفية الملتزمة ، و ذلك نظرا لكلمات أشعاره التي تعزف على الوتر الحساس للمجتمع الريفي التي تعود به إلى أمجاده السابقة ، ثم الفنان و الأستاذ الكبير "علال شيلح" الذي عزف و اخذ القضايا التاريخية لشمال إفريقيا و محنة الشعب الامازيغي الكبير كمادة أولية لأشعاره ، ونذكر أيضا الفنانان "خالد إزري" و "مصطفى أينيض" اللذان نهجا نفس نهج هذا الأخير ، كما تشكلت فرق او مجموعات و نذكر منها : "ثيسضما9 ن بنعمان"، "ثيسضما تواتون"، "ثم "ثيسضما إسغوان10 ناريف" والتي اندثر جلها للأسف بعدما رسمت حروفها بارزة في تاريخ الأغنية الريفية 4.المرحلة الرابعة : لقد نتج عن إدخال الآلات الموسيقية الشرقية و الغربية على الأغنية الشعبية الريفية إلى بروز نوع جديد من الأغاني التي لا تصلها الأغنية الريفية إلا صلة اللغة ، و التي تدعى في هذا المجال ب :"الأغنية المائعة" وهي لا تمت بصلة للأغنية الريفية لا شكلا و لا مضمونا و لا تستعمل فيها أية آلة ريفية نازلة بذلك عند رغبة السوق ، فنجد "الراي" أخذت شكلا و مضمونا من أغنية "الراي الجزائري" ، ثم ما يسمى "الراب"الذي يعتبر من إبداع الغرب ، و لا نجد إلا القليل من الفنانين و الفرق الموسيقية الملتزمة التي مازالت تناضل و تواصل مسارها الفني الشائك . القاموس: 1.الأهازيج : الأشعار الملحونة المرددة جماعيا ،و تعني رقصة فولكلورية بالريف. 2.إمذيازن : ج. أمذياز ويعني الفنان بالعربية الفصحى.