قدم أصغر عمدة في المغرب استقالته من دواليب تسيير المدينة التي يشرف عليها، ويتعلق الأمر برجل الأعمال المغربي سمير عبد المولى الذي تنحى عن منصبه كعمدة لمدينة مغربية كبرى من حجم طنجة.. وجاء ذلك يوم أمس الأربعاء بشكل فجائي واكب صعوبات التسيير المترتبة عن كثرة الصراعات بين صفوف مكتب الأغلبية المنتخبة. وفي أوّل خرجة إعلامية للرئيس الطنجي المستقيل، أفرد عبد المولى ليومية "أخبار اليوم" المغربية بأنّ "الشجاعة في السياسة هي الإقدام على على اتخاذ قرارات غير شعبية، وبما أنني ضد الديماغوجية فإنني قدمت استقالتي لما أحسست بأن مصالح المدينة والساكنة قد تتأثر بغياب الانسجام وسط المكتب المسير للمجلس البلدي"، وأضاف: "كان بودي أن أبقى في منصبي لمدة 6 سنوات كما فعل ويفعل آخرون، لكن الأمر مستحيل بالنسبة إلي.. الدفاع عن مصالح المدينة يتطلب رئيسا قويا وأغلبية منسجمة. هذه هي الرسالة من وراء هذه الاستقالة. إنها روح المسؤولية والسياسة بشكل مغاير كما وعدنا المواطنين بذلك في الحملة الانتخابية". إلى ذلك علم من مصادر جدّ موثوقة بأنّ حزب الأصالة والمعاصرة الذي فقد عمودية طنجة باستقالة سمير عبد المولي يستعد لنيل نفس المنصب باسم فؤاد العمري.. إذ أضافت ذات المصادر بأنّ مباحثات التفاوض التي واكبت قرار إعلان عبد المولى لاستقالته قد جعلت فؤاد العمري يشكّل أغلبية مريحة تمكّنه من منصب كبير المدبرين المنتخبين بطنجة ضمن جمع التصويت على الهيكلة التدبيرية الجديدة. سمير عبد المولى بثّ رسالة قويّة إلى عدد كبير من مدبري الشؤون المحلية بالمغرب مفادها: "إذا حوربت وفقدت أصوات أغلبيتك.. فما عليك إلاّ الرحيل"، وهي الرسالة التي يجب أن يلتقطها بوضوح طارق يحيى، رئيس الجماعة الحضرية للنّاظور، خصوصا وأنّ عرقلة مصالح المواطنين وافتقاد أصوات الأغلبية هما سمتان واصلتان بين حال الحياة السياسية ليحيى وعبد المولى، مع فارق بسيط يكمن في مغادرة عبد المولى لعمودية طنجة وتشبّث طارق يحيى بكرسيّه باستماتة تضاد آراء الجميع.