بعيدا عن أساليب التهويل التي تتقنها اللغة الخشبية المتجاوزة، نطمح من وراء هدا الملتمس، و من خلال هدا المنبر، اقتراح عملية تدخل نراها وقائية، يحفزها احساسنا كلنا بالمسؤولية ازاء كل ما من شأنه أن يقينا من شر النوائب، سواء كانت من فعل الطبيعة، أو بسبب اهمال أو سوء تقدير العنصر البشري... عملية تدخل دات طابع استعجالي يكون هدفها الأساسي و الأسمى تفقد مدى سلامة بنايات مؤسساتنا التعليمية قبل الدخول المدرسي الوشيك... الدخول المدرسي على الأبواب ادن، و لا شك أن السلطات الوصية على القطاع تشتغل على قدم و ساق، ككل سنة، لكسب رهان دخول مدرسي بدون مفاجات... التحق المسؤولون عن التربية و التكوين بمكاتبهم منتصف شهر غشت الجاري، أي بعد أسبوعين من الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش...، و لا شك أنهم سمعوا مثلنا خطاب صاحب الجلالة، و استوعبوا لا محالة أن عاهل البلاد غير راض عن الوضعية الحالية التي يعيشها قطاع التعليم... و دون أن نبتعد عن جوهر قضية الوضعية الحالية المرتبكة التي تتخبط فيها منظومتنا التربوية، سنركز حصريا على التالي: إن كان المخطط الاستعجالي لوزارة التربية الوطنية يولي أهمية قصوى لمبدأ تمركز العملية التعليمية التعلمية على التلميذ ابتغاء تحقيق الجودة و التميز، و بالتالي انجاح مشروع مدرسة النجاح... و إن كان من أولويات مشروع مدرسة النجاح تعميم التعليم و محاربة الهدر المدرسي... فلابد من أجل كسب هده الرهانات الصعبة من تطوير آليات اشتغال اللجن الوطنية و الجهوية والمحلية الموكول لها السهر على مراقبة جودة المباني، و صيانتها و تفقد مدى سلامتها باستمرار... فمبدأ اجبارية التعليم، لا يعني بالضرورة الاقرار بظاهرة الاكتظاظ كتحصيل حاصل، و الزج أحيانا، و عن غير قصد بتلامدتنا في فصول تكون أو تكاد آيلة للسقوط... علينا أن نتفادى أي اهمال قد يسبب أية فاجعة محتملة كفاجعة انهيار مسجد بمكناس، و فاجعة انهيار حجرة دراسية بايكسان الناظور... و كما همس لي أحد الأصدقاء وأنا أكتب هدا الملتمس: على الغيورين أن يجتمعوا الآن للتدخل، بدلا من أن يلتموا لحضور جنازة الضحايا، لا قدر الله... لدا ألتمس، ليس فقط من السلطة الوصية عن التربية و التكوين، و انما من السلطات المحلية، و المجالس المنتخبة، و فعاليات المجتمع المدني، و من كل من يهمه الأمر، تكوين لجان تقنية تشتغل تحت وصاية السلطات المعنية، لأجل تفقد حالة جميع المؤسسات التعليمية بالإقليم، مع التركيز على مدارس العالم القروي و الشبه حضري قبل التحاق التلاميذ... و إن كانت هده المؤسسات على أحسن حال... فالتفقد في حد داته طمأنة للنفوس... و الوقاية قد تصبح أحيانا عملية استباقية لكل مكروه محتمل...