أصبح المجلس البلدي للجماعة الحضرية لمدينة وجدة في «كفّ عفريت» بعد أن انفجرت أغلبية تحالف أربعة أحزاب (الاستقلال، والأصالة والمعاصرة، والحركة الشعبية، والتجمع الوطني للأحرار ب36 مقعدا من أصل 65 مقعدا) مكنت من تشكيل المجلس الحالي على رأسه الاستقلالي عمر احجيرة بعد أن تم سحب البساط من تحت قدمي لخضر حدوش، الرئيس السابق لنفس الجماعة، وتخلى عنها عن مضض مقابل منحه رئاسة المجلس الإقليمي لوجدة. ولم يعد في استطاعة المجلس عقد جلساته، إما بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني أو عبر العمل على تفجير الجلسات من طرف هذا الفريق أو ذاك (معارض أو من الأغلبية) أو التصويت برفض نقط جدول الأعمال المعروضة على المناقضة والمصادقة، وهو الوضع الذي يعطل الشأن المحلي لمدينة وجدة ويعطل مصالح السكان ويفرمل تطور المدينة الألفية ويضع مستقبل وجدة في مهبّ الريح، إذ لا أحد يمكن له التنبؤ بمستقبل هذا المجلس، وهو الوضع الذي قد يؤدي إلى الشلل التام لهياكل المجلس، مع العلم أن اللجان لم يعد بمقدورها الاجتماع ومناقشة ومداولة الشأن المحلي، ودخلت في فترة احتقان خطيرة، الأمر الذي قد يتطلب تدخل الوزارة الوصية. وحمّل لخضر حدوش، النائب الأول لرئيس المجلس البلدي للجماعة الحضرية لمدينة وجدة، في تصريح ل«المساء»، كامل المسؤولية لما آلت إليه أمور المجلس البلدي للجماعة الحضرية لمدينة وجدة للرئيس الاستقلالي عمر احجيرة، الذي هو في نفس الوقت برلماني عن مدينة وجدة، مذكرا بظروف تكوين مكتب المجلس التي اعتبرها غير عادية. وأكد على أنه تنازل طواعية ودون ضغوطات، من أي جهة، عن الرئاسة لصالح احجيرة رغبة منه في الحفاظ على المصلحة العامة وتجنيب المدينة «مشكلا كبيرا». واعتبر أن ما يتم الترويج له من أن الرئيس يرفض الرضوخ لابتزازاتهم وشروطهم ومساوماتهم من أجل مصالح خاصة مجرد مناورات وكلام لا أساس له من الصحة، وأنه لم يتقدم أبدا بأي شرط من الشروط وأي عمل غير قانوني. من جهته، اتهم عمر احجيرة، رئيس المجلس البلدي للجماعة الحضرية لمدينة وجدة، زميله لخضر حدوش، برلماني «البام» ونائبه الأول، بعدم جدّيته وصدقه وسوء نيته في التعامل معه منذ الدورات الأولى عبر تغيباته وتحريض المستشارين الموالين له بطرق غير أخلاقية، بشهادة أصدقائه والمقربين إليه، حسب احجيرة. وأوضح عمر احجيرة بأن حدوش تخلى عن الرئاسة مرغما لصالحه بفعل التحالف الذي تم بين الأحزاب، «وما زال في قرارة نفسه يعتقد أنه يجب أن يكون هو الرئيس، بعد أن ترشح واشتغل وعمل خلال الانتخابات وبعدها على أنه رئيسا» يقول احجيرة، مذكرا بأن التحالف اشتغل على أساس منح منصب رئاسة الجماعة لصالحه شخصيا مقابل رئاسة المجلس الإقليمي لصالح حدوش، إضافة إلى الاشتغال مع حزب الأصالة والمعاصرة لمنح علي بلحاج رئاسة مجلس الجهة «وتم ذلك وبلغ التحالف أهدافه، ومن المفروض أن يشتغل كلّ على حدة في منصبه ومؤسسته لصالح المدينة» يقول احجيرة.