من المفترض أن تكون نتيجة انتخابات تشكيل المجلس البلدي بمدينة وجدة قد حسمت أمس الجمعة، بعدما تم تأجيلها مرتين متتاليتين بقرارات من السلطات المحلية أثارت غضب التحالف الذي يقوده حزب العدالة والتنمية الذي احتل المرتبة الأولى في انتخابات 12 يونيو ب 21 مستشارا. وفي الوقت الذي يؤكد فيه مسؤولو حزب «العدالة والتنمية» بالمدينة الحدودية أن تحالفهم مستمر للفوز برئاسة البلدية، أكد وكيل لائحة حزب الاستقلال عمر احجيرة أن كل المؤشرات تدل على نجاح تحالفه لانتخابه رئيسا لبلدية وجدة. وأوضح احجيرة في اتصال مع «المساء» أن حزب الأصالة والمعاصرة نجح في الضغط على وكيل لائحته لخضر حدوش، رئيس المجلس البلدي السابق، لسحب ترشيحه والتنازل لفائدته، نافيا أن يكون هذا التنازل جاء نتيجة للضغط الذي مارسته سلطات مدينة وجدة، كما جاء في تصريحات قيادات لحزب العدالة والتنمية. وشرح احجيرة ما جرى بقوله «اجتمع كل من الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة محمد الشيخ بيد الله والأمين العام لحزب الحركة الشعبية امحند العنصر ومحمد الأنصاري، مبعوث الأمين العام لحزب الاستقلال عباس الفاسي إلى وجدة مساء أول أمس الخميس بالمدينة الحدودية، وتقرر تنازل حدوش لفائدة احجيرة، في وقت عبر فيه مصطفى المنصوري، رئيس مجلس النواب والأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، عن تأييده لتحالفنا معتذرا عن الحضور لوجوده خارج البلاد». وذكر عمر احجيرة أن تحالفه ضم إلى حدود صباح أمس الجمعة 37 مستشارا من أصل 65 مجموع مقاعد مستشاري بلدية وجدة. بينما شدد عبد العزيز أفتاتي، النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، من جهته على أن التحالف الذي يقوده حزبه مع مستشارين من الحركة الشعبية «صامد في وجه محاولات نسفه بشتى الوسائل من طرف المتحاملين على الحزب». وقال أفتاتي في اتصال مع «المساء» إن «تحالفنا سيفوز برئاسة البلدية إن لم تتدخل السلطة لدعم الخصوم، ونحن في هذا السياق نطالب بالكشف عن مصير ثلاثة من مستشارينا تم اختطافهم لنسف الأغلبية التي نتوفر عليها». وعلمت «المساء» أن المستشار محمد بلكايد الذي تعرض ل «محاولة تصفية» بواسطة سيارة مجهولة، صباح أول أمس الخميس، تماثل للشفاء وأبرز أفتاتي أنه «سيحضر عملية التصويت». وكان حزب العدالة والتنمية بمدينة وجدة قد طالب بالكشف عن مصير اثنين من مستشاريه أعلنا عن انضمامها للحزب بعيد انتخابات 12 يونيو الأخير، قادمين إليه من حزب الأصالة والمعاصرة، ويتعلق الأمر بكل من سعيد الشاوي وحسن بنعمر اللذين اختفيا عن الأنظار منذ يوم السبت الماضي ولم يظهر لهما أثر. وراجت أنباء غير مؤكدة تشير إلى أن امحند العنصر قد طرد وكيل لائحة حزبه بالمدينة مصطفى بن عبد الحق وبعض المستشارين من حزب «السنبلة»، لاختيارهم التحالف مع العدالة والتنمية في الوقت الذي عقد هو نفسه سلسلة اجتماعات مع حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال بغية تشكيل تحالف يفوت فرصة رئاسة بلدية وجدة على حزب «المصباح». واحتل العدالة والتنمية المرتبة الأولى في انتخابات 12 يونيو ب 21 مقعدا، متبوعا بحزب الحركة الشعبية الذي حصد 14 مقعدا، والاستقلال الذي فاز ب 13 مقعدا، بينما فاز حزب الأصالة والمعاصرة ب 16 مقعدا.