شهدت تطورات تشكيل المجلس البلدي لمدينة وجدة منعطفا مهما بعدما قررت 4 مستشارات توجيه رسالة إلى ملك البلاد محمد السادس التمسن فيها منه التدخل ل«حماية الديمقراطية». وأكدت المستشارات الأربع وهن على التوالي فاطمة بوضة وفدوى منوني وميمونة أفتاتي ونعيمة بوزياني في الرسالة التي حملت عنوان «واملكاه»، حصلت «المساء» على نسخة منها، أن «ما مورس من إهانة وتعسف في حق مستشارات فزن برسم استحقاقات 12 يونيو 2009 بوجدة يدعونا إلى مناشدتكم «للتدخل من أجل حماية الديمقراطية» وبدأ المشكل يوم 25 يونيو عندما رفعت السلطة جلسة انتخاب رئيس بلدية وجدة بدعوى «عدم اكتمال النصاب القانوني» وهو ما دفع تحالف العدالة والتنمية والحركة الشعبية للاحتجاج. وما زاد من سخونة الحدث هو اتهام العدالة والتنمية بخطف 12 مستشارا للتأثير على نتيجة التصويت، في وقت نفى فيه هؤلاء أمام الضابطة القضائية ما راج عن اختطافهم، واتهم بعضهم أجهزة أمنية بالضغط عليهم لتكسير تحالفهم مع حزب عبد الإله بنكيران. وشرح وكيل لائحة العدالة والتنمية بالمدينة المستشار «الهامل» ل«المساء» أن التحالف الذي يجمعه مع الحركة الشعبية وبعض المستشارين الآخرين مستمر، وأضاف «وبابنا مفتوح أمام مختلف التيارات السياسية الأخرى لتوسيع التحالف». وهو ما أكده النائب البرلماني عبد العزيز أفتاتي حيث أكد على أن تحالف حزبه مع مستشاري الحركة الشعبية مستمر وسيصمد حتى تشكيل المجلس. جاء ذلك متزامنا مع بيان وقعت عليه عدد من الهيئات السياسية والحقوقية بالمدينة تستنكر فيه ما قالت إنها «خروقات شابت العملية الانتخابية» الخاصة باختيار تشكيلة المجلس البلدي التي تم تأجيلها لمرتين متتاليتين ومن المرتقب الحسم فيها مساء الجمعة القادم. وندد البيان الذي وقعت عليه الأحزاب اليسارية إلى جانب جماعة العدل والإحسان وفرع النقابة الوطنية للتعليم العالي وفرع النقابة الوطنية للمهندسين المغاربة بما وصفته «التواطؤ المكشوف للسلطة المحلية بجميع مستوياتها مع التحالف الانتخابي المهزوم»، واستنكرت جماعة العدل والإحسان من جهتها «إقحام اسمها في البيان المشترك مع الهيئات السياسية والحقوقية، وأكد القيادي، لطفي الحساني ل«المساء»، أن جماعته «فوجئت بورود اسمها ضمن الموقعين على البيان» وأضاف أن العدل والإحسان تستنكر ذلك. واحتل العدالة والتنمية المرتبة الأولى في انتخابات 12 يونيو ب21 مقعدا، متبوعا بحزب الحركة الشعبية التي حصدت 14 مقعدا، والاستقلال الذي فاز ب13 مقعدا، بينما فاز حزب الأصالة والمعاصرة ب16 مقعدا.