ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" أن المسافرين بميناء "جينوة" الإيطالي الذين كانوا على متن باخرة "بَركان" التابعة للشركة المغربية للملاحة البحرية "كوماريت" القادمين من المغرب انطلاقا من ميناء طنجة المتوسطي احتجوا ليلة الجمعة إلى السبت الأخيرة على التأخير الذي عرفته رحلتهم لأكثر من ثمان ساعات عن الوصول في وقتها ، وذلك برفضهم مغادرة الباخرة إلا بعد تدخل القوات الأمنية التي أقنعتهم بمغادرة الباخرة مقابل فتح في تحقيق في الموضوع. وحسب التحريات الأولية فإن عطبا تقنيا قد أصاب محرك الباخرة في عرض البحر مما جعل إبحارها يتعرض لمجموعة من الصعوبات والعراقيل وأن المشكل لم يمس المسافرين الذين كانوا على متنها فقط بل حتى الذين كانوا في انتظارها في رحلة العودة بميناء "جينوة". ويعد احتجاج المسافرين المقلين لباخرة "بركان" الثالث من نوعه في أقل من شهر، ففي أول غشت الجاري رفض المسافرون الذين كانوا على متن هذه الباخرة بميناء طنجة مغادرتها إلا بتدخل السلطات المحلية والعمل على ارجاع نصف مبلغ الرحلة نتيجة العطب الذي أصاب نظام التهوية وانعدام الخدمات الأساسية طيلة مدة الرحلة (حوالي 40ساعة) الرابطة ميناء "جينوة" بميناء طنجة، وهي نفس الأسباب التي تجعل مسافري الرحلة المعاكسة يوم 10 غشت الأخير يعتصمون على متن نفس السفينة أثناء وصولهم إلى ميناء "جينوة" فقد أوردت وسائل الإعلام الإيطالية في حينه –وهو مالم تقدمه وسائل الإعلام المغربية- شهادات العديد من المسافرين حول الظروف غير الإنسانية التي يتم فيها شحن المئات من الأشخاص رغم التكلفة العالية للحجوزات فدرجة الحرارة قاربت الخمسين درجة داخل الغرف والوجبات الغذائية كانت عبارة عن علب السردين وفي أحسن الأحوال بالنسبة للدرجة الأولى علب التونة!!! وتعد باخرة "بركان" التي تم انجازها سنة 1976من أكبر بواخر "كوماريت" بحيث يبلغ طولها 155 متر تتسع ل1850 شخص و50 عربة وكان السفر على متنها يعتبر نزهة حقيقية إلا أنه في المدة الأخيرة عرفت مشاكل عديدة ففي فبراير الماضي احتج حوالي 600 مسافر كانوا على متن هذه الباخرة بميناء "ست" الفرنسي انطلاقا من ميناء الناظور وهو ما استدعى تدخل القنصل المغربي بمدينة "مونبليي" الفرنسية. ورغم كل الاحتجاجات التي عرفتها والتي تعرفها باخرة "بركان" إلا أن "كوماريت" تسر وتتمادى في استخدامها رغم أن إخضاعها لأعمال الصيانة يبقى ضرورة قائمة بذاتها (34 سنة) خصوصا أمام الهجمة التي بدأ تتعرض لها المصالح المغربية بإيطاليا فقد دعا "لويجي ميرلو" رئيس السلطة المينائية بإيطاليا إلى وضع اللائحة السوداء لمثل هذه الشركات التي لا تحترم زبائنها ، على غرار شركات الطيران، كما أنه من غير المستبعد أن تتعالى أصوات داعية إلى عدم السماح بالرسو للبواخر المغربية بالموانئ الإيطالية أمام كل ما تسببه من ارتباك في حركة الميناء فقد تكفي الفوضى التي تخلقها القنصليات بمختلف المدن الإيطالية