احتج المئات من المهاجرين المغاربة القادمين من مدينة «جينوفا» الإيطالية في اتجاه مدينة طنجة على متن باخرة «بْركان»، التابعة لشركة الملاحة البحرية «كوماريت»، بسبب ما وصفوه ب«سوء الخدمات» المقدمة من قبل المسؤولين عن الشركة، إضافة إلى الأضرار الصحية التي سببها لهم انعدام التهوية داخل الباخرة طيلة ثلاثة أيام من الإبحار. ورفع المسافرون، بميناء طنجة لحظة وصولهم، لافتات تستنكر ما تعرضوا له داخل الباخرة، فيما تعالت صيحات أخرى تهدد بحرق السفينة إذا لم يتم تعويضهم عن جميع الأضرار التي لحقتهم خلال الرحلة التي امتدت إلى ما يقارب 40 ساعة. ورفض المسافرون النزول من الباخرة، التي رست في ميناء طنجة على الساعة الثامنة من مساء أول أمس، في الوقت الذي كان من المنتظر أن تصل الباخرة على الساعة الثامنة صباحا، بسبب عطل أصابها في عرض البحر من جهة، وتأخر انطلاقتها من ميناء «جينوفا» من جهة ثانية. وطالب أزيد من 800 مسافر كانوا على متن الباخرة، بحضور والي المدينة، محمد حصاد، شخصيا للوقوف على معاناتهم داخل هذه الباخرة، رافضين مقابلة أي مسؤول آخر يمثل الشركة. ولوحظ إنزال أمني مكثف داخل ميناء طنجة، في محاولة لإسكات الاحتجاجات التي تطالب بمحاسبة الشركة، وفي الوقت الذي رفض المهاجرون المغاربة الحوار مع مسؤولي الشركة، فإن الكاتب العام لولاية طنجة، وفق بعض المصادر، لعب دور الوسيط بين المسافرين وبين الشركة من أجل حل المشكلة وتحقيق مطالب المهاجرين. ويحكي المسافرون الذين كانوا على متن الباخرة عن حالات إغماء وقعت في صفوف النساء والأطفال بسبب انعدام التهوية، مستغربين كيف سمح للباخرة بالإبحار دون أن يتم التأكد من سلامة جميع أجهزتها، خاصة التهوية التي تعتبر أساسية داخل الباخرة خصوصا في الرحلات الطويلة. ويؤكد أحد المسافرين أنه حتى الطعام الذي كان يقدم للمسافرين انتهت مدة صلاحيته، وتسبب في تجشؤ عدد من الناس، وعندما استفسروا المسؤولين عن المطبخ قيل لهم «هاد شي اللّي عندنا». ولم تنته المفاوضات بين مسؤولين عن السلطة وبين المسافرين، إلا عند الساعة الحادية عشرة ليلا، حيث تم الاتفاق على أن يتم تعويض جميع المسافرين بنسبة 50 بالمائة، على ثمن التذاكر، غير أن المسافرين رفضوا تسلم وصلات وعليها المبلغ المسترجع، بل طالبوا بتسلم المبلغ نقدا. وكان عدد من المسافرين هددوا باللجوء إلى مقاضاة الشركة بسبب المعاناة التي سببتها لهم طيلة الرحلة التي امتدت لثلاثة أيام، قبل أن تنتهي بالاحتجاج والمطالبة بالتعويض عن الأضرار. واتصلت «المساء» بإدارة الشركة من أجل الإدلاء برأيها في هذا الموضوع، غير أن سيدة أجابت على الهاتف وقالت إن الشركة منشغلة بالانتقال إلى مقر جديد، ولا يوجد أحد للإدلاء بأي تصريح.