رفض مساء أول أمس الأحد 660 مسافرا، مغادرة باخرة « بركان» التابعة لأسطول شركة كوماريت للملاحة، التي أقلتهم من مدينة جنوة الإيطالية إلى ميناء طنجة المدينة، احتجاجا على انعدام الخدمات الأساسية طيلة مدة الرحلة. ومباشرة بعد رسو الباخرة حوالي الساعة الثامنة مساء توافد على ميناء طنجة المدينة العديد من المسؤولين من بينهم الكاتب العام للولاية ومسؤولو مؤسسة محمد الخامس للتضامن، حيث دخلوا في حوار مع المعتصمين في محاولة لإقناعهم بمغادرة الباخرة دون جدوى. لكن تعليمات ملكية سامية إلى مؤسسة محمد الخامس للتضامن بتعويض المحتجين، وضعت حدا للاعتصام الذي استمر حوالي ثلاث ساعات رفع خلاله المحتجون شعارات تندد بالظروف المأساوية التي كابدوها خلال مدة الرحلة، حيث تقرر منح جميع المسافرين % 50 من قيمة تذكرة السفر. العديد من الركاب الذين كانوا على متن الباخرة سردوا للجريدة تفاصيل رحلة الجحيم كما سموها، فالباخرة لم تكن تتوفر على مكيفات الهواء، مما جعل المسافرين وخاصة الأطفال وكبار السن يكابدون جحيم الحرارة المفرطة لمدة ثلاثة أيام، وهي المدة التي استغرقتها الرحلة. فحتى مياه الشرب الباردة غير متوفرة، كما أن غرف الباخرة غير مزودة بالماء مما حول رحلتهم إلى كابوس حقيقي ورحلة عذاب كادت تتحول إلى كارثة لولا الألطاف الإلاهية.