ظاهرة غريبة وسلبية تفشت بكثرة وسط منطقتنا أيها الأحبة.. إنها ظاهرة انتقاد كل عمل إيجابي يقوم به شخص من الأشخاص. هكذا ترى أن أحدهم فكر وبادر ونظم وأنجز مبادرة في إحدى المجالات الاجتماعية أو الثقافية أو الرياضية.. وبدل أن يتلقى التنويه والثناء والتقدير، ترى الغالبية العظمى تنتقد وتسب وتلعن وتبحث في النواقص من أجل التشويش على المبادرة وتحويلها من قيمة إيجابية مضافة إلى عمل رديء يسيء أكثر مما ينفع. فمنهم من يقدح في مضمون النشاط إلى حد وصفه بالأجوف والفارغ والبليد.. ومنهم من يقدح في صاحب النشاط متهمين إياه بالسعي وراء السرقة والوصولية والرغبة في الشهرة. إنها ظاهرة مقيتة أيها الأحبة.. فنحن لن نخسر شيئا إن نوهنا باهداف المبادرة و بنبل الشخص المبادر.. بل على النقيض من ذلك، فإن إشادتنا تكون حافزا للآخرين من أجل مزيد من العمل والتنافس الشريف في مختلف المبادرات والأنشطة.. أما تشويشنا، فلن يزيد الناس سوى يأسا وخمولا وتراجعا.. لقد كثُر هواة النقد من أجل النقد أيها الأعزاء.. ولم يعد لهم من شغل شاغل سوى تحطيم معنويات الراغبين في الاجتهاد والإبداع.. فلا هُم يبادرون، ولا هُم يتركون أحدا ليبادر.. بِئس هذا النوع أيها الأحبة.. وبِئس ما تُسول لهم أنفسهم وقلوبهم المريضة..