كانت مدينة الناظور على مدى عشرات السنين و خاصة بعد أحداث 1984 مجالا خصبا لإستعراض القوة من كل أفراد السلطة بجميع أصنافها فكان بعضهم يضربون الناس في الشوارع و آخرون يضعون انفسهم فوق القانون و على العموم فقد ساهموا بشكل كبير في تسويد صورة الدولة التي عينتهم بالإقليم رغم ان أغلبهم راكم ثروات لم يكن يحلم بها في المناطق الفقيرة التي قدموا منها... و لكن و في عهد محمد السادس تغيرت الامور و أصبح توجه الدولة واضحا نحو الحق و القانون رغم الهفوات المرتكبة هنا و هناك بل و لجات الدولة لتعويض المتضررين من تصرفات موظفيها في سنوات الرصاص و خرج إلى النور المفهوم الجديد للسلطة... غير أن هناك اشخاصا يأبون إلا إعادتنا للماضي الغابر بتصرفات بئيسة و هو ما حدث في قضية إعتداء العقيد في الجيش على أستاذ ثانوية الخطابي... و هي القضية المعروضة الآن امام أنظار وكيل الملك بالناظور المطالب بإتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة و عدم الخضوع لأي ضغوط من أي نوع و متابعة العقيد بالمنسوب إليه حتى لا يتحمل مسؤولية أخطاء غيره و يعطي العبرة للجميع بأن المغرب حقا يتغير... هذا و في التفاصيل التي لم يتم ذكرها في بيان نقابة ف د ش أكد الاستاذ المعتدى عليه في تصريحات صحفية أنه فوجئ أثناء وجوده بجانب التلاميذ لمؤازرتهم و هم يتلقون نتائج الإمتحانات الثلاثاء الماضي (22 يونيو) بشخص غريب يتوجه نحوه يعنفه و يستفسره عن سبب وقوفه ضد إبنته و حينما طلب منه الأستاذ التعريف بنفسه إكتشف أنه أب أحد تلميذاته و التي تمكنت من النجاح في الباكالوريا هذه السنة و هنا قام العقيد المحترم بضرب الاستاذ على وجهه بعدما أمطره بوابل من الشتائم و حسب تصريحات الأستاذ الضحية فإن عقيد الجيش يحمله مسؤولية رسوب إبنته (س) لمدة سنتين قبل حصولها على الباكالوريا و ذلك لأنه إكتشف في يوم ما قنبلة مسيلة للدموع بحوزتها سنة 2009 فقام بواجبه و أخبر إدارة مؤسسة الخطابي بالأمر... من جهة عقيد الجيش فقد اكد في تصريحات صحفية هو أيضا أن إبنته كانت تعاني من إضطهاد الأستاذ لها و أنه لم يتحمل منظر وقوفه و حديثه معها مؤكدا أن الامر يجب ألا يأخذ أبعادا أكبر لأنه قدم إعتذارا للأستاذ و أن القضية سيتم إقفالها قريبا...؟؟؟؟ الامر الذي يؤكد الأستاذ الضحية أنه لن يحدث و انه لن يتنازل عن حقه و شكايته التي أودعها لدى وكيل الملك من جهة أخرى أكد مدير ثانوية الخطابي عياد ازيرار أن الحادثة وقعت خارج حرم المؤسسة لأن النتائج علقت بخارجها و لكنه اكد ان المؤسسة تساند الأستاذ بكل قوة و تستنكر الإعتداء الذي تعرض له.