تعد وفاء مراس من أهم الممثلات القديرات في مجال المسرح الأمازيغي بمنطقة الريف بالمغرب الأقصى إلى جانب لويزا بوستاش وسميرة المصلوحي وماجدة بناني وفاطمة معوش وجيهان أقوضاض... وتتميز وفاء مراس عن باقي الممثلات الأخريات بتعاطيها للتمثيل المسرحي والغناء والموسيقا والرقص الكوليغرافي والتجسيد التعبيري، بله عن تعدد مواهبها التي تتعدى المجال المسرحي إلى مجال السينما وإنتاج الأشرطة الموسيقية. وتتميز وفاء مراس كذلك بالحيوية الكبيرة والنشاط في العمل والفعالية الفنية، ولا تعرف الكسل أو التهاون أو التراخي في عملها، لذا فهي حاضرة في الساحة الثقافية في مدينة الناظور، وتنتقي الأعمال المسرحية الجادة التي توصلها إلى المجد والسمو الفني وتضعها في مكانة محترمة لدى جمهورها الكريم. إذا۫، من هي وفاء مراس؟ وماهي الأعمال المسرحية التي أنجزتها داخل الوطن وخارجه؟ هذا ما سنوضحه في هذه الدراسة الأدبية والنقدية المتواضعة. 1- من هي وفاء مراس؟ ولدت وفاء مراس الملقبة ب" ثاميري/العاشقة" في أسرة ريفية أمازيغية محافظة بمدينة الناظور، حيث درست فيها الابتدائي والإعدادي والثانوي وبالضبط في ثانوية عبد الكريم الخطابي التي تخرجت منها بشهادة البكالوريا. وبعد ذلك ،اختارت ميدان التدريس لتكون قريبة من المسرح والأنشطة الفنية والثقافية. هذا، وقد تأثرت وفاء مراس بالفنانة المصرية سعاد حسني، إذ هي التي دفعتها إلى حب المسرح والرقص والتمثيل الدرامي والسينمائي. وإذا كانت أسرتها قد سمحت لها بممارسة المسرح، بيد أنها منعتها من تعاطي الغناء؛ لما لهذا الأخير من مكانة قدحية في الوسط الريفي، حيث كان المغني يلقب بأمذياز أو ثامذيازت، لذا منعت الأسرة بشكل قطعي وفاء من المشاركة في برنامج نجوم الغد احتراما لعادات وتقاليد المجتمع الأمازيغي بمنطقة الريف المحافظة. وقد كان للمخرجين: فخر الدين العمراني وفاروق أزنابط تأثير كبير على الممثلة وفاء مراس عن طريق التكوين والتأطير والتوجيه والإرشاد إلى أن أصبحت ممثلة محترمة، لها وجودها المتميز في ساحة التمثيل والتشخيص الركحي والسينمائي. وعندما كانت وفاء مراس طالبة بثانوية عبد الكريم الخطابي، توجهت بثقلها الفني إلى ورشة المسرح المدرسي التي كان يؤطرها الأستاذ فخر الدين العمراني داخل الثانوية . وقامت وفاء في هذه المرحلة الثانوية بأداء أدوار مسرحية لفتت إليها الأنظار ومهدت لهذه الفنانة المبدعة لتكون ممثلة المستقبل في منطقة الريف بكل جدارة واستحقاق. وبعد ذلك، انخرطت وفاء مراس في فرقة "أپوليوس" بمدينة الناظور لتستفيد من ورشات التكوين والتأطير وتتعلم حرفة التمثيل عن عمق ودراية، لتنتقل بعد ذلك إلى فرقة " أسام " للمسرح التي كان يشرف عليها فاروق أزنابط. وعندما تم تعيينها مدرسة في مجموعة من المدارس الابتدائية بالجهة الشرقية من المغرب، كرست معظم أوقاتها للفن الدرامي والمسرح المدرسي، وأدخلت إلى فضاء المؤسسة التربوية أنشطة الفن الركحي ومسرح الطفل، وشاركت في المهرجان الإقليمي للمسرح المدرسي بتاوريرت. ومع انتقالها من مدينة وجدة إلى الناظور، كونت وفاء مراس فرقة مسرحية بمدرسة ابن باجة الابتدائية ودربتها أحسن تدريب؛ مما أهلها لتشارك بمسرحية ضمن مهرجان حركة الطفولة الشعبية بالمدينة، وأحرزت على جائزة المبادرة التربوية ، وعلى الرتبة الثانية على المستوى الجهوي بوجدة. كما كونت في نفس المدرسة لوحة فلكلورية شاركت في حفلة نهاية السنة الدراسية ولقيت استحسانا كبيرا؛ أهلها للمشاركة في حفلة أكاديمية وجدة التي لقيت بدورها تنويها من قبل الجمهور الحاضر. وهذا النجاح الكبير هو الذي سيدفع وفاء مراس لتستدعى في الكثير من المناسبات الفنية والثقافية ، وآخرها المعرض الدولي للتربية والمهن الذي احتضنته الدارالبيضاء، دون أن ننسى أن وفاء مراس قامت بتأليف مجموعة من المسرحيات للأطفال كمسرحية" ارحم ترحم"، والتي حصلت على جائزة أحسن نص مسرحي من قبل جمعية في منطقة العيونالشرقية. وعلى أي حال، فقد قامت وفاء مراس بمجهودات كبيرة في مجال المسرح بصفة عامة، و المسرح المدرسي بصفة خاصة، علاوة على ماتقدمه إلى حد الآن من أنشطة تكوينية في مجال تأهيل الأطفال فنيا وتنشيطيا، وتدريبهم على تقنيات التمثيل وآليات التشخيص والكوليغرافيا الدرامية.