"السفر عبر الزمن"..عبارة اقترنت بأفلام الخيال العلمي والروايات ولكن هناك أشخاص سافروا في الواقع عبر الزمن وقاموا لدى عودتهم بسرد أحداث وقعت في الماضي أو ستحدث في المستقبل، ما يسلط الضوء على ضرورة التعمق في رصد هذه الحالات، الأمر الذي يتناوله المهندس وعالم الرياضيات الإسباني فيسنتي فوينتس، في كتابه "السفر عبر الزمن.. حالات حقيقية". يحكي فيكتور جودارد قائد طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني كيف كان يحلق بطائرته ثنائية السطح في عام 1935 بعد الإقلاع من أدنبرة باسكتلندا، إلى وجهتها في مدينة أندوفر الانجليرية، عندما تعرض لحادث غريب ومثير. تكونت عاصفة لحظية أمام الطيار المخضرم، الذي يدخل فيها بشكل تام لأنه لم يكن لديه وسائل لتفاديها. ثم يفقد السيطرة على الطائرة ويبدأ في الانحدار في دوامة. فجأة، يستقيم حال الطائرة وتتبدد العاصفة ويرى جودارد شروقا رائعا للشمس في حدث ليس له أي معنى، حيث إنه كان قد غادر عندما كانت أضواء الفجر من الماضي وبالفعل مرت عدة ساعات. يجد نفسه فوق مطار "دريم" المهجور، ليس بعيدا عن أدنبرة، لكن كل شيء يبدو مختلفا. بالإضافة إلى الطقس والوقت في هذا اليوم، على الأرض يستطيع أن يرى طائرات تعتبر جديدة في فضاء كان أرض عادية ولكن باتت تشغله الآن مدارج هبوط جديدة. وبينما كان يحلق فوق المنطقة يلاحظ ثلاث طائرات ثنائية السطح، مماثلة لطائرته، ولكنها مطلية باللون الأصفر ورابعة أحادية السطح لم ير في حياته نموذجا لها. يركز منظاره ويكتشف أن الفنيين يرتدون سترات زرقاء خلافا لألوانها البنية المعتادة. يتساءل: أين هي الأبقار التي ترعى في تلك المنشأت المهجورة والأسوار المدمرة وحظيرة الطائرات المتهالكة؟ يعود الطيار إلى اندوفر وفي المرتفعات تنتظره العاصفة وتعيده مرة أخرى. ويصل جودارد إلى المطر البريطاني والسماء الرمادية لانجلترا ويهبط في اندوفر، حيث أكدوا له أنه لا يوجد أي نشاط في مطار "دريم". بعد سنوات يكتشف لاحقا أن كل شيء كان قد رآه في 1935، حدث في 1939 خلال الحرب العالمية الثانية. ولا تعد هذه سوى واحدة من 150 حالة للسفر عبر الزمن تم تجميعها من قبل فيسنتي فوينتس، في كتابه "السفر عبر الزمن.. حالات حقيقية". وفي حالة جودارد، قال فوينتس ل(إفي) "لدينا تشكيل لهيكل سحابي يظهر على أنه نواة ومنه ينتقل الشاهد إلى نقطة في المستقبل ومن ثم يعود إلى مساره الزمني الأصلي المؤقت". وذكر الباحث الذي يعد أيضا مدير مجلة (Ufopolis) الإلكترونية أن الدوامات المكانية-الزمانية هي "احتمالية على المستوى العلمي، مندرجة في نظرية أينشتاين النسبية.. وتتمثل الفرضية في أنها تعد ثقوبا مؤقتة تحدث تأثيرات مناخية عن طريق خفض ضغط بخار الماء ليتكثف". وتابع "إنها أشبه ما تكون بشبكة البطاطس الموجودة في الأسواق.. عندما يوضع شيء في الشبكة، تنتقل هذه الأشياء كموجات من خلال الشبكة وتسافر في الكون في كل الاتجاهات". وأضاف "نحن وكوكبنا قد نكون عالقين في واحدة من فراغات هذه الشبكة، وعندما تصل هذه الموجات تسافر في جميع أنحاء الأرض حتى تلتقي مع اضطراب في الجاذبية أو ذي صلة بالمغناطيسية الطبيعية وهناك يميل الزمن إلى الانكسار". ظاهرة فيزيائية-فلكية طبيعية: وقال الباحث "إذا كنا هناك في لحظة معينة سوف نعيش بضع دقائق في نفس النقطة على الأرض، لكن في زمن يقع قبل أو بعد بضع سنوات.. عندما ينتهي الاضطراب نعود إلى الحاضر متذكرين تفاصيل لم نكن نعرفها لكننا لاحظناها بشكل حقيقي". ووفقا للباحث، فإن هذه الظاهرة تعد عابرة، ونادرا ما تحدث في نفس المكان، وتقع في جميع أنحاء العالم. وأردف "هناك عدد كبير من المتغيرات بما في ذلك تكرار المشاهد والرؤى لأكوان متوازية كما يصل الأمر إلى أن يشاهد الأشخاص أنفسهم". ووفقا للمصدر، فإن هذه الظاهرة تحدث فجأة، عندما يكون الشخص ماشيا أو قائدا في منطقة محددة. وتابع "هناك حالات حيث قال من تعرض لها إنهم كانوا في مناخ مختلف وشاهدوا أناسا يرتدون زيا يعود إلى قرون أخرى، في ظل ضوء آخر ومعدل رطوبة متفاوت". وأكد فوينتس أن "الشهود في لحظة يصبحون في زمن آخر، ثابتين أو متحركين حتى تنتهي الموجة المؤقتة ويعودون إلى زمنهم" ، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة تجلت في العديد من منشورات التاريخ وما زالت تحدث. وفيما يخص علاقة السفر عبر الزمن بظاهرة الأطباق الطائرة الغامضة، قال الباحث إن هذه الأطباق تعد "مسألة شائكة في ظل ظهور آلاف من أشرطة الفيديو التي تعتبر حقيقية وغير ممنتجة، وترى من الطائرات وبعضها لا يعود إلى أي نوع من تكنولوجيا الطيران التي يقوم بها البشر". وتابع "ظاهرة الأطباق الطائرة ترافق الإنسان منذ بداية الزمن، ومن الحكمة أن نبحث دائما عن تحليل منطقي لها، وهناك حالات من المستحيل أن تصنف أو تشرح أو تفهم بدون الفرضية القائلة بأن هناك كائنات تحاول دراسة كوكب الأرض، مثلما يفعل الإنسان في رحلاته عبر الفضاء". ووفقا للباحث فإن هذه الحالة تتجلى عندما يلاحظ سائق في طريق ثانوي جسما غريبا، وعندما يتوقف عن رؤيته، يكون في نقطة من الطريق متقدمة بشكل كبير على بعد عشرات الكيلومترات بعد أن يكون قد فقد ساعتين من حياته، دون أن يتذكر أي شيء مما حدث خلال تلك الفترة. القضية الأكثر إثارة للقلق: "ما هو أكثر إزعاجا أن الشهود يتذكرون فقط الأحداث بشكل جزئي ودائما ما يكون بشكل غير كامل دون معرفة أين فقدت تلك الساعات أو الكيلومترات". وتساءل "هل نتحدث عن عمليات خطف؟". ومن المخاطرة قول هذا الافتراض، إلا أن خصائص هذا الظهور الثاني للسفر عبر الزمن ترتبط بشهادات حقيقية تم جمعها من قبل جيوش من جميع أنحاء العالم". ولشرح السفر عبر الزمن لجأ هذا الباحث إلى الطبيعة الموجية للزمن، مشيرا إلى أنه "إذا كان للكهرباء والحرارة والضوء والإشعاع والذرات والمادة طبيعة موجية، لماذا لا يحدث هذا مع الزمن؟". وأردف "الحالات التي قمت بتجميعها تتحدث عن الطبيعة الموجية بشهود يظهر أنهم يدخلون في قمة هذه التغييرات ويعيشون هذا الانزلاق بشكل طبيعي دون تغييرات أو مشكلات مرتبطة بها". وقال الخبير "ما يمكن أن نسميه (انزلاقا طبيعيا) قد يكون نتيجة لطبيعة الكون نفسها، التي يحلق فيها كل شيء ويتحرك وفي بعض الأحيان هذه الحركة أو الواقع الذي يحيط بنا ينكسر أمامنا، بما في ذلك الزمن". ويعتقد الباحث أن معظم الرحلات عبر الزمن تمثل "ظواهر طبيعية موجودة في منطقة ما بتأثير معين" وأن من هو هناك "لا يلاحظ فقط هذا الزمن السابق أو المقبل إنما يشتم ويرصد ويتصور ويستمع ويلمس العالم كما كان أو سيكون". وتابع "رحلات أخرى عبر الزمن يمكن أن تحدث بواسطة تقنية غير معروفة، تمحو من عقول الشهود ساعات كاملة من حياتهم وتنقل أجسادهم ومركباتهم حتى يفقد تصور الشاهد مسار الوقت". وقال فوينتس "من يكون قادرا على تطوير شيء كهذا؟.. توجد مشروعات سرية ولكن طبيعة الكائنات التي تظهر في تجارب الشهود يمكن أن تشير إلى أن مصدرها خارج الأرض". وأضاف "البشر لا يكادون يعرفون ما هو هذا الواقع، إلا أن حالات من كلا الجانبين؛ الرحلات الطبيعية أو السفر عبر الزمن لا تزال تحدث، وهذا يثير أسئلة صعبة مثل: من قد يكون فوقنا؟ كيف يعمل الزمن وكيف يقوم الواقع؟. *إفي