وصل الحديث عن تأخر الأمطار وتشاؤم الفلاحين إلى درجة التنبؤ باحتقان واختناق اجتماعي بسبب الرفع من المنتجات الفلاحية والتي تلت بشكل مباشر الزيادات الصاروخية في المحروقات والمواد الغذائية، والتي قبل بها المغاربة ليس من باب الإنجازات السياسية للحاكمين كما يدعي البعض، بل من وعيهم بدورهم في البناء والتأسيس الشعبي لمرحلة تاريخية قوامها الديمقراطية والعدل والمساواة، ومن حرصهم على أن يبقى المغرب دولة أمن وأمان. الجفاف الطبيعي قدر الله والتوزيع العادل لدعم وزارة الفلاحة سيقي الفلاحين من شر ما خلق، ونقصد هنا وبشكل مباشر سوء تدبير المنح والميزانيات الضخمة المخصصة للتنمية الفلاحية والتي يستفيد منها المستثمرون الكبار المصدرون للمنتوجات الفلاحية المغربية، ويقصى منها بنية مبيتة الفلاحون الصغار والذين يشكلون نسبة 80% من سكان المغرب. التدبير الديمقراطي والعادل للموارد المالية واللوجستيكية الموجهة للتنمية الفلاحية بالمغرب، لن يجعل شح الأمطار يؤثر على القدرات الإنتاجية للفلاحين، لكن إذا استمرت وزارة الفلاحة في نهج "سياسة الفلاح البورجوازي" سيعيش المغاربة أزمات اجتماعية واقتصادية غير مسبوقة. الطاهر أنسي