الحكومة تركز على إنقاذ الثروة الحيوانية من نهم المضاربين يعقد وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، يومه الأربعاء، لقاء جديدا مع ممثلي الفلاحين المغاربة من أجل مواصلة النقاش حول الإجراءات المتخذة لإنقاذ ما تبقى من الموسم الفلاحي، ولمواصلة التشاور حول تدقيق التدابير الاستعجالية المتفق عليها سابقا. وقال أحمد أوعياش رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، في تصريح لبيان اليوم، إن لقاء يومه الأربعاء يعتبر، على غرار لقاء أول أمس الاثنين، وما سلفه من اللقاءات التي تم عقدها بعد الإعلان الرسمي عن جفاف الموسم الحالي، استثنائيا ومفتوحا، وذلك بالنظر إلى حساسية القطاع الفلاحي الذي يرتبط به عيش ملايين المغاربة، بشكل مباشر وغير مباشر، وبالنظر أيضا إلى تداعيات نتائجه على قطاعات الاقتصاد الوطني الأخرى المتأثرة بدورها، خلال هذه السنة، بظرفية دولية صعبة. وسيواصل الفلاحون، خلال لقائهم بعزيز أخنوش، يومه الأربعاء، حسب أحمد أوعياش، مناقشة القرار الإيجابي للحكومة القاضي برفع الميزانية المخصصة لوزارة الفلاحة برسم سنة 2012، حيث ستصل الزيادة المقررة للتسيير بنسبة 10 بالمائة، والزيادة المخصصة للاستثمار ب 13 بالمائة، مثلما سيتم التركيز على معالجة سبل الاستفادة من صندوق التنمية القروية والرفع من مخصصاته المحددة في مليار درهم بما يتلاءم والحاجيات المتزايدة. بيد أن الانشغال الأكبر للحكومة، يقول أوعياش، يظل هو الثروة الحيوانية وما تعنيه من استقرار للفلاحين في أراضيهم ومواصلة نشاطهم الحيوي للاقتصاد الوطني. وهو انشغال يتقاسمه الفلاحون، يضيف المتحدث، خاصة بعد «بروز جيش من المضاربين والانتهازيين وتجار الأزمات الذين يستغلون ضيق ذات يد الفلاح ومعاناته القاسية مع الجفاف لشراء قطيعه بأرخص الأثمان والحكم عليه بالهجرة إلى المدينة». وسيركز اجتماع وزارة الفلاحة وممثلي الفلاحين، يومه الأربعاء، على السبل المثلى لاستخدام مبلغ 1.53 مليار درهم المخصص لإنقاذ الثروة الحيوانية الوطنية، فيما سيخصصون لقاءاتهم القادمة لمواصلة المشاورات حول الإجراءات التي يتم اتخاذها حاليا لدعم قطاع الزراعة من خلال توفير البذور والتأمينات وأنواع أخرى من الدعم التي سيحصل عليها الفلاحون وأصحاب المواشي. ويشدد الفلاحون، الذين يترقبون سقوط الأمطار في القادم من الأيام، على دعوة الوزارة الوصية إلى الإسراع بصرف المساعدات المقررة، وتفعيل الأغلفة المالية التي لم يتم لحد الآن الكشف عنها وبتدخل ناجع وسريع للدولة يستهدف المناطق والأسر القروية المتضررة من أجل تجاوز الوضعية الراهنة التي تنذر بكارثة حقيقية، عوض الاكتفاء بالإجراءات الظرفية المحدودة لحد الان، والذي لا يعني سوى اختيار موقع المتفرج على مأساة الفلاحين الذين لازال العديد منهم بين مطرقة ديون القرض الفلاحي وسندان متطلبات البقاء. وووفق مصادرنا التي حضرت الاجتماعات الماراطونية السابقة بين الفلاحين والوزارة الوصية على القطاع، لم ينف عزيز أخنوش واقع تضرر الفلاحة المغربية بسبب الجفاف وما يعنيه ذلك من مصاعب اقتصادية أخرى تنضاف إلى المصاعب الحالية للاقتصاد الوطني، والتي باتت تزيد الضغط المالي على صندوق المقاصة. بيد أنه ظل دوما يتحدث لغة الأرقام في محاولة للإقناع والطمأنة، مشددا على أن الحكومة تسعى هذا الموسم لاحتواء تداعيات شح السماء على مراحل تنطلق أولاها الأسبوع القادم، تليها مرحلة ثانية بداية من منتصف شهر أبريل المقبل، ثم مرحلة ثالثة سيشرع في تطبيقها خلال شهر ماي القادم. هاته المراحل الثلاث ستتوزع هي الأخرى على أشطر يتم خلالها توزيع الدعم للفلاحين من مادة الشعير ومساعدتهم على اقتناء الأعلاف، ومواكبة حاجياتهم الاقتصادية والاجتماعية من خلال آلية صندوق التنمية القروية الذي ستسهر رئاسة الحكومة على تمويله، فيما توكل مهمة تدبيره لوزارة الفلاحة والصيد البحري.