عن موقع زايو سيتي.نت قررت أسماء البالغة، من العمر 23 سنة، صحبة رفيق حياتها "محمد الطهريوي "، السفر إلى مدينة الألمانية، على متن طائرة الموت من نوع "إيرباص"، . بعد حفل زفافهما على الطريقة المغربية، وذلك بمطعم "لار أمارولو دي بدالونا"، بحضور 200 مدعوا من الأهل والأقارب، إلى حدود الساعة الثالثة فجرا، حيث غادر العروسان الحفل على متن سيارة "ليموزين". لكن حدث مالم يكن في الحسبان سقطت الطائرة ولم يكتمل حلم العيش بدوزلدوف ألمانيا ، وتحول الفرح إلى حزن تقول خديجة اخت أسماء التي لم تستطع بعد فهم لغز غريب جمع بين الفرح والموت في ظرف 48 ساعة . وأضافت راسلتنا عبر "الوتساب" من مطار برشلونة "برات" بقولها: "أشكركم جميعا وأحبكم كثيرا، كأنها تودعنا". ساكنة المنطقة الصناعية "لا ياغوصا"، حيث كانت تقطن أسماء، تلقت الخبر بكثير من الصدمة، ولم تصدق خبر وفاة أسماء وزوجها، حيث آزر الجميع العائلة في محنتها، حاملين باقات زهور وعبارات بالعربية، في مشهد إنساني انصهرت فيه كل الديانات والأعراق والألسن. يذكر أن أسماء وحود العلاوي، ابنة مدينة بني سيدال الناظور، غادرت للعيش بإقليم "كتالونيا" الإسباني، وتحديدا في بلدية "لا ياكوستا"، منذ أن كان عمرها 4 سنوات. وحققت حلمها بزواجها بمحمد كما هيأت كل الظروف من أجل ضمان حياة سعيدة ، حيث شيدت منزلا لها، وضمنت عملا بمدينة " دوزلدولف" الألمانية حيث كانت تتمنى دائما العيش، بعدما كانت قد قضت شهورا بمدينة "فرانكفورت" رفقة خطيبها. شقيقة الهالكة تقول "قوة أسماء تجلت في تحملها المسؤولية منذ أن توفي والدنا في حادثة سير بالمغرب، فهي التي تكلفت بكل شيء؛ وقامت بمواساة الأم والأهل، والعمل داخل البيت، والاعتناء بالجميع، وبالنسبة لي هي بمثابة أم. جميع أبناء عائلة أسماء وحود درسوا مرحلة الابتدائي بمدرسة "خوان مرغال"، لكن الأطر العاملة بالمؤسسة لا يزالون يتذكرون اسم أسماء لما كانت تمتاز به من أخلاق عالية واجتهاد ومثابرة، حتى أنهم علقوا صورتها بجدران المؤسسة تكريما لروحها، كما وقفوا دقيقة صمت رفقة تلامذتهم ترحما عليها هي وزوجها. وطالبت نادية، إحدى أخوات الضحية، السلطات بأن "تسهل عملية نقل جثمانها إلى المغرب ليتم دفنها بمدينة الناظور، حيث مسقط رأسها"، رغم أنها لم تصدق بعد خبر وفاتها، حيث ما تزال تعيش حالة من الصدمة، وهي تتخيل كيف وقعت الحادثة، وكيف كان إحساس الزوجين وهما يعيشان هذه اللحظة المؤلمة".