حاول عامل في أشغال عمومية وضع حد لحياته، يومه الاثنين، بأحد الأحياء بازغنغان، احتجاجا على الحيف الذي طاله بعد أن تم اعتقاله من طرف عناصر الشرطة على خلفية الأشغال التي يقوم بها رفقة زملائه قبالة منزل أحد المواطنين. وفي تفاصيل هذه الحادثة المثيرة، فإن رب أحد المنازل بذات الحي، تفاجأ بوجود كمية وافرة من الرمال أمام عتبة منزله، وهي المتراكمة في المكان المذكور من طرف عمال منخرطين في أشغال حفر الأرض لوضع أنابيب المياه، فاستشاط غضبا وألقى باللائمة على العمال، وبعد مشاداة كلامية جمعت الأطراف، قام رب المنزل بالاستعانة برجال الأمن الذين حضروا إلى عين المكان وقاموا باعتقال العمال جميعا غير أن أحدهم سارع إلى التعبير عما لحق به جراء هذه الحادثة من حيف و"حكرة" إلى الانتحار عبر الرمي بنفسه في وسط حفرة كانت مجهزة لوضع أنابيب المياه. العامل المعني بالأمر كاد يقضي نحبه لولا إعانات المارة والمتجمهرين الذين قاموا بإنقاذه من الحفرة التي علق بها، حيث قُدمت له المساعدات الأولية، فيما تسبب الحادث في وقف الأشغال مؤقتا إلى أجل غير مسمى. وحسب شهود عيان، فإن العامل لم يستسغ المعاملة التي تلقاها من رب المنزل باعتباره مجرد عامل فقط ولا شأن له فيما يمكن أن تترتب عن الأشغال التي اتفق مع رب عمله بإنجازها، ولذلك أقدم على محاولة الانتحار كتعبير عن هذا الحيف الذي لحق به لا لشيء إلا لأنه مجرد عامل.