ترأس الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة مصطفى بكوري، صباح السبت 11 أكتوبر الجاري بسلا، مرفوقا بالسيد إلياس العماري نائب الأمين العام، أشغال اجتماع المكتب السياسي بالأمناء الجهويين والإقليميين ورؤساء اللجن الجهوية للانتخابات. وفي كلمته بهذه المناسبة، أشار بكوري إلى أن اجتماع القيادة الحزبية وطنيا، جهويا وإقليميا، يشكل فرصة للحديث عن أهم القضايا التي تهم بلادنا، وكذا طريقة تدبير هذه القضايا، حتى يلعب الحزب دوره في الحقل السياسي للنجاح على مستوى التحديات وبالخصوص الاستحقاقات المقبلة، علما أن فئة كبيرة من المواطنين المغاربة يعقدون آمالا كبيرة على الحزب مستقبلا. وللنجاح في هذه الاستحقاقات وكسبها كرهان، فإن الحزب دشن مرحلة التحضير على عدة مستويات تخص ما هو تشريعي، إعلامي، لوجيستيكي، وسياسي، وهو ورش (الاستحقاقات) يجب أن ننجح فيه -يقول بكوري- ضمن إطار متوازن من الإيمان بمبادئ الحزب وتوجهاته. وأشار بكوري إلى اللقاء الذي جمع المكتب السياسي بعضوات وأعضاء الفريقين البرلمانيين للحزب، مساء الخميس 8 أكتوبر الجاري، كتمهيد للدخول السياسي والاجتماعي الجديد، حيث عبر المجتمعون عن انخراطهم الكبير وإحساسهم العالي بحجم المسؤولية، دخول دشن مساء الجمعة 9 أكتوبر بخطاب ملكي مضمونه توجيهات هامة نناقش دوما افتقادها في الساحة السياسية: (سلوكيات العمل السياسي، تحضير البرامج الفعالة والمرشحين من ذوي الكفاءة والنزهاء..) -يقول بكوري-. بكوري عرج كذلك على اللقاء الذي عقد بين الفرق البرلمانية لأحزاب المعارضة بعيد افتتاح الدورة البرلمانية، لقاء الهدف منه المرور إلى مرحلة جديدة من التنسيق داخل البرلمان، نظرا إلى أهمية المواضيع المطروحة في الساحة السياسية من جهة، وبسبب طريقة تعامل الحكومة مع أحزاب المعارضة من جهة ثانية، تعامل سمتها الإقصاء واللامبالاة. وأوضح بكوري أن هذا التنسيق بدأ منذ شهور طويلة، ويعرف نسبة نجاح كبيرة على مستوى مجلس المستشارين، ونسبة نجاح متقدمة في مجلس النواب، وقد تجلى بالأساس في جلسات المساءلة الشهرية ومناقشة قانون المالية وغير ذلك. بكوري أشار إلى الحادث الذي تسبب فيه المستشار البرلماني عزيز اللبار مساء أمس واستفزازه للأمين العام لحزب الاستقلال، في متم اللقاء الذي جمع بين الفرق البرلمانية للمعارضة، مؤكدا أن الحزب تحمل مسؤوليته كاملة بهذا الخصوص، وفعل آلياته الحزبية فيما يتعلق باحترام الأخلاقيات والانضباط الذي يجب أن يسود سواء تعلق الأمر بعلاقة المناضلين فيما بينهم أو في علاقتهم بالآخرين. بكوري في سياق آخر أكد على أن رهان الحزب اليوم هو الوصول إلى مرحلة جد متقدمة من النضج، مشيرا إلى أنه على المستوى التنظيمي قطع الحزب أشواطا مهمة جهويا وإقليميا وصولا إلى ما هو محلي، إضافة إلى خلق التنظيمات الموازية التي تشتغل بموازاة مع عمل باقي الهياكل، في انتظار انعقاد أشغال محطتين أساسيتين: مؤتمر شبيبة الحزب، تأسيس منتدى المحامين، كأذرع أساسية يجب تفعيلها وطنيا وجهويا، وكذلك الشأن بالنسبة لباقي المنتديات التي نأمل أن تفعل عملها وتحقق أهدافها في حيز زمني معقول، وأضاف بكوري أن دور هذه المنتديات ليس فقط ممارسة السياسة وإنما كذلك التواصل الميداني الدائم مع المواطنين وليس فقط خلال المواعيد الانتخابية -يضيف بكوري-. وفيما يخص نتائج الانتظارات التي يعقدها المواطنون على الحزب، قال بكوري أن كل المناضلات والمناضلين ملزمين بالتعبئة الإضافية، وإذا كان الحزب له اليوم تموقع ورصيد محترم، فإن الأمر يجعله في محك مواجهة الخصوم. ودعا بكوري إلى تحسين حضور الحزب وأداءه في الجهات، وبالخصوص على مستوى الجماعات التي يسيرها، حيث الحاجة إلى مجهود خاص واستثنائي ليكون صوت الحزب أكثر مصداقية لدى المواطنين. سياسيا، أشار بكوري إلى الترسانة القانونية المتعلقة بالانتخابات التي عرضتها الحكومة في انتظار التأشير عليها برلمانيا، وهي مشاريع قوانين غيبت فيها الحكومة الحوار مع الأحزاب بشأنها، في حين ذكر بكوري أن الحزب قدم مذكرات بشأن مشاريع القوانين المذكورة (الجهة، الجماعات الترابية، التقطيع، مجالس العمالات والأقاليم)، وعبر عن أمله في أن تساهم كل مكونات الحزب في إغناء النقاش حول مشاريع القوانين هاته، وأن تأخذ الحيز الأكبر من الملاحظات حتى تكون مرافعات الحزب بشأنها فعالة وقوية. وجدد بكوري التأكيد على أن مذكرات الحزب ذات مستوى متقدم وتحترم أفق وآمال المغاربة، الذين يودون المضي نحو تنظيم جهوي وجماعي تتوفر فيه كل الشروط المناسبة. وأضاف بكوري قائلا: "حزبنا اختار طريق عدم تقليص هذا الأفق والذي يمكن الوصول إليه، ما دامت الكفاءات موجودة، وكل ما يجب القيام به في هذا الشأن هو البحث عن الإطار المحفز وتفعيل آليات الحكامة والضبط". بخصوص النقاش الدائر حول الجهوية، اعتبر بكوري أنها فلسفة تضمنتها الوثائق الأساسية للحزب منذ لحظة تأسيسه، وحضور الحزب بهذا الشأن تمثل في المذكرة التي قدمها في وقت سابق إلى اللجنة الاستشارية المكلفة بالجهوية، حضور يستمر إلى اليوم من خلال العمل الذي يقوم به الحزب، ويتم تقاسمه (العمل) مع مكونات المعارضة لضرورته من جهة وللرد المناسب على مشاريع القوانين التي تقدمها الحكومة، والتي من المفروض أن يكون الحزب صارما في التعامل معها في أفق إحداث التغيير فيها وتحسين مضمونها. واستحضر بكوري مثالا بهذا الشأن والمتعلق بقانون المالية 2015، والذي يجب أن تكون كل مكونات الحزب وخاصة على مستوى الواجهة البرلمانية يقظة بشأنه، مع تغييبه لبعض الأوراش الإصلاحية التي لن تخرج إلى أرض الوجود، مجهود يجب أن يبذل كذلك بخصوص مشاريع القوانين المرتبطة بإصلاح القضاء... بكوري أوضح على أن الحزب تنتظره أوراش كبرى، تتطلب قدرات وطاقات ذاتية واستثنائية في إطار من الوعي بالمسؤولية، ومنها ورش الانتخابات الذي سطرت بشأنه خارطة طريق تضم كل الجوانب التي يجب النجاح فيها، والتي بدأ -بالفعل- الاشتغال بشأنها، استعدادا للاستحقاقات المقبلة وفق استراتيجية متكاملة حتى يكون الجميع في الموعد. وعن الورش النقابي، قال بكوري أن النقاش بخصوصه بدأ خلال الدورة الماضية للمجلس الوطني، وسيتم تفعيله خلال الدورة القادمة، استكمالا لمختلف الأذرع في مسار الحزب مستقبلا.