من أين أقرأ المشهد .. والمشهد كله طافح بالأحداث والإشارات والتلميحات والإحالات . في البدء .. هما أمرين لا ثالث لهما تسببا هذا التشرذم الذي يسكننا ونسكنه. ولا تسألوني عن أي وضع أتحدث .. فلن يكون سوى ذاك " الوضع الأمازيغي الريفي " !!. الأول يرتكز على السياسات الخاطئة للدولة نفسها والتي "أوشكت" على تسليم القضية لمن اراد العودة بها الى "بداياتها". والثاني هو ضعف تجمع إيمازيغان - نفسه - أو إضعافه ، حتى وإن كان البعض يحمل أطرافاً قوية لهذا الضعف ، إلا أنه لا يمكن بحال من الأحوال أن نستبعد ضعف "التجمع" من الداخل وتخبط مواقفه. "مارتشيكا " في ذاكرة المشاهد . حكاية اليوم.. حكاية عرض مسرحي طافح بالإشارات والتلميحات والإحالات. رغم أن العرض في المجمل لا يخرج عن ثلاثة فصول رئيسية تتركب جل المسرحية في جوهرها . حكاية فضاء ( رماس) يسكنه فنان ( أهداوي).. يُطرد "والغزاة" من ذات الفضاء .. ثم يُرجع إليه فارسا ورمزا له مرة أخرى . هذا إظافة الى مجموعة من المشاهد والمناظر الثابتة التي تخللها العرض. وأما صاحبة الحكاية فهي "مارتشيكا" ( = جمعية مارتشيكا للمسرح والسينما ).فرقة نجحت بلوحاتها المسرحية الجميلة التي قدمتها.. ونجح أهلها من مجموع الممثلين في نقل الصورة الى المشاهد .. متنقلين من أداء حركي جميل إلى رحابة عرض نال استحسان جمهوره . حبهم و رغبتهم في صنع مجد اسم فرقتهم "مارتشيكا" ونقلها إلى ساحات "المسارح الدولية " كفرقة امازيغية ريفية تحمل في برامج حفلاتها جماليات التراث الأمازيغي الريفي وثراءه الأخلاقي والمعرفي والحضاري . جعل "مارتشيكا " فعلا في ذاكرة المشاهد. فرقة مسرحية شابة ترسم خطواتها بتدرج وثبات ، مستندة إلى خبرات الممثلين والمحيطين بهم من بعض الخبراء في الميدان كما الى مؤسسيها في المجال السينمائي والمسرحي تحديدا، والفني عموما. تحاول جاهدة تقديم تجاربها المسرحية بشكل متواصل عبر ايمانها الراسخ بالهم المسرحي والسينمائي . قدمت تجارب متنوعة في الاشتغال على الشكل والأسلوب والموضوع ، ما أهّلها الى ان تصبح من أهم الفرق المسرحية بالريف . فرقة شابة ، أخذت على عاتقها توثيق التراث الشعبي الأمازيغي ، باجتهادها في تقديم عرض يتناسب مع تاريخ طويل من الهواجس الإبداعية لمشارب وألوان الثقافة الأمازيغية .. تلك الثقافة الغنية بمفرداتها الشعبية وجملها الراقصة وأهازيجها المتنوعة