نظمت جمعية الريف لحقوق الإنسان يوم السبت، بالمكتبة التابعة للمركب الثقافي بالناظور، اجتماعا حول وضعية مؤسسة الرعاية الاجتماعية "دار الأطفال" التابعة للجمعية الخيرية الإسلامية بالناظور، بحضور عدد من مندوبي الوزارات المعنية و المنتخبين و الجمعيات و المحسنين، حيث هدف الاجتماع حسب المنظمين إلى "استجماع المقترحات من أجل صياغة برنامج عملي لتقديم الدعم المالي و الأدبي لدار الأطفال بالنظر إلى الفترة العصيبة التي تمر منها بسبب الخصاص الكبير الذي تعرفه المداخيل و التي ستدفع الجمعية المسيرة إلى ضائقة مالية خلال أسابيع قليلة، و كذا النقص في الأطر التربوية الضرورية، ما سينعكس سلبا على الأداء التربوي و الصحي و النفسي لنزيلات و نزلاء الدار، و يجعل وضعيتهم أكثر هشاشة". و بعد تقديم مدير الدار لتقرير أدبي و مالي موجز بخصوص تدبير الدار، التي يستفيد منها 161 فردا من ضمنهم 71 مستفيدة و 90 مستفيد، مستعرضا مجموعة من الإكراهات و النقص الذي تعرفه على المستوى المالي و التربوي و الصحي للنزيلات و النزلاء، تدخلت ليلى أحكيم ممثلة بلدية الناظور لتؤكد التزام البلدية برفع الدعم المخصص في إطار منح الجمعيات للجمعية الخيرية الإسلامية من عشرة ألاف درهم في السنة إلى سبعين ألفا، و ذلك إلى جانب مبلغ 32 مليون سنتيم الذي تستفيد منه الدار عبر البلدية و المتحصل من ضريبة المذابح، كما اقترحت على مسيري الجمعية تقديم طلب للبلدية للاستفادة من الأكشاك لضمان مداخيل قارة للدار عبر اللجوء للمسطرة المعمول بها في هذا الشأ،كما توعدت بتنظيم قافلتين طبيتين للدار بإسم الجمعية التي ترأسها. أثناء تدخله، أكد مندوب وزارة الصحة على حق نزيلات و نزلاء الدار الاستفادة المجانية من جميع الخدمات التي يقدمها المستشفى الإقليمي الحسني ، وضمان التنقل في الحالات التي تستدعي العلاج خارج المدينة، بحكم استفادتهم بشكل مباشر من نظام راميد، كما التزم بالتنسيق مع جمعيات مختصة لأجل تنظيم حملات طبية منتظمة لفائدتهم، و كذا بتزويد مصحة الدار بشكل مستمر بجميع وسائل العلاجات الأولية. في ذات السياق أكد مندوب وزارة الشباب و الرياضة، عن إمكانية استفادة جميع نزيلات و نزلاء الدار من برامج الوزارة فيما يتعلق بالمخيمات و كذا المنح الخاصة بالجمعيات، مؤكدا التزام المندوبية ببرمجة استفادتهم من المخيمات ابتداء من هذه السنة، و دعمهم بأطرها التربوية و الرياضية، و اقترحت على إدارة الدار تقديم طلب الحصول على منحة مالية للبث فيها وفق المسطرة المعمول بها. و من جانبه، أكد مندوب وزارة الثقافة انخراط الوزارة في دعم الدار عبر تنظيم ورشات للنزيلات و النزلاء في شتى المجالات الفنية من رسم و مسرح و كتابة و موسيقى، إلى جانب التزام المندوبية بتجهيز مكتبة الدار بالكتب، مقترحا تنظيم تظاهرات فنية يعود ريعها للدار بمشاركة فنانين مغاربة و أجانب من المنخرطين في الأعمال الإنسانية من مختلف المجالات. السيد محمد بوجيدة، الأمين الجهوي لنقابة الاتحاد المغربي للشغل و عضو المجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي أكد على ضرورة استثمار عودة أبناء الجالية لدعوتهم في النقط الحدودية إلى دعم الدار عبر توزيع منشورات، مع دعوتهم لزيارة الدار للوقوف على وضعيتها التي عرفت تحسنا كبيرا على مستوى البنية التحتية، و دعا إلى تشكيل لجنة من خارج الجمعية الخيرية تقوم بالاتصال بالمؤسسات الاقتصادية بالإقليم من أجل دعوتها و إقناعها بضرورة تقديم دعم مالي قار للدار، كما ألمح إلى الدعم المخصص لمؤسسات الرعاية الاجتماعية من لدن التعاون الوطني يعتبر لحد الآن دون المستوى. و كان من بين الحاضرين النائب البرلماني وديع التنملالي، و الذي دعا إلى الاستمرار في التنسيق من أجل تتبع وضعية دار الأطفال ،مؤكدا أنه سيقوم بالترافع لدى الوزارة المعنية من أجل رفع الدعم المالي المقدم للدار. صالح العبوضي وهو نائب رئيس الجهة الشرقية، دعا مسيري الجمعية الخيرية إلى ضرورة تقديم طلبات تمويل مشاريع مدرة للدخل للمؤسسات العمومية بدل الارتهان لسياسة الإحسان، ملتزما بدعم الجمعية في كل مقترحاتها بهذا الخصوص. ممثلون لحزب العدالة و التنمية بالمدينة دعوا بدورهم إلى التنسيق من أجل مساعدة دار الأطفال ،معلنين استعداد ممثل الأمة بالمدينة نور الدين البركاني للترافع مركزيا من أجل تحسين موارد الدار المالية و العمل على المشاركة في جميع المبادرات الداعمة للمرفق الإجتماعي من جميع الجوانب. وقد غاب عن اللقاء حسب أعضاء جمعية الريف لحقوق الإنسان ممثلو المؤسسات الإقتصادية و المجلس الإقليمي للناظور و نيابة التربية الوطنية و التعاون الوطني رغم توصلهم بدعوات للحضور.