بات توالي مناسبات عطلة الصيف، وشهر رمضان الأبرك، والدخول المدرسي، تشغل بال الأسر المتوسطة الدخل والفقيرة بالمغرب، بسبب الأعباء المادية الكبيرة المترتبة عن هذه الثلاثية الاجتماعية. وتضرب كل أسرة، في هذه الأيام، أخماس في أسداس، لعلها تجد جلا أو سيولة تمكنها من مواجهة هذه الاستحقاقات المادية، التي قد يجري التخلي عن إحداها في سبيل توفير مصاريف مناسبتين. ولعل أقرب هذه المناسبات، التي وجدت بعض الأسر أنها يمكن التخلي عنها، هي قضاء العطلة الصيفية، التي لن تكون في متناول شريحة مهمة هذه السنة، خاصة أنها لم تتخلص بعد من القروض التي أخذتها في السنة الماضية. وقال هشام المسعودي، رجال تعليم في مؤسسة بالدار البيضاء، "لن أستطيع إخراج أبنائي في عطلة هذه السنة، فالميزانية لا تسمح بذلك، خاصة أن شهر رمضان على الأبواب، الذي يتزامن مع الدخول المدرسي". وأكد هشام، أن "الأجرة لا تتحمل إثقالها بدين جديد، لهذا قررت التخلي عن العطلة هذه السنة، والمكوث في المنزل، لعلي أوفر بعض الأموال لمواجهة المناسبات المقبلة"، مضيفا "لدي ثلاثة أبناء، كلهم في سن دراسي، وليس في استطاعتي توفير جميع لوازمهم الدراسية، فما بالك أن كل هذا سيتزامن مع رمضان.. أجد نفسي عاجزا عن توفير كل هذا، وأقضي أغلب الوقت في البحث عن حل مادي". من جانبه، أوضح عبد الكريم طويل، موظف في القطاع الخاص، "ليس بمقدوري التصييف هذه السنة، وعيون أبنائي ترقبني في كل لحظة لعلي أفاجئهم ولو حتى بالذهاب إلى المسبح في ظل هذا الارتفاع القياسي لدرجة الحرارة، لكن لا يمكنني ذلك". وذكر عبد الكريم، ، "منذ بداية العطلة أتردد فقط على أقربائي، وفي بعض الحالات أرسل أبنائي مع أحدهم للذهاب إلى الشاطئ، وفي الوقت نفسه أبحث عن من يقرضني بعض المال لعلي أتمكن به من مواجهة الدخول المدرسي، أما رمضان فذلك حكاية أخرها سأتركها لحينها". وتفيد الأرقام الإحصائية أن 20 في المائة من الأسر المغربية تحقق دخلا شهريا يقل عن ألف و930 درهم (200 دولار). وحسب نتائج دراسة حول الدخل ومستويات عيش الأسر، أنجزتها المندوبية السامية للتخطيط، أن 40 في المائة تحقق أقل من ألفين و892 درهم، و60 في المائة أقل من أربعة آلاف و227 درهم (500 دولار)، و80 في المائة أقل من ستة آلاف و650 درهم (700 دولار). ويبلغ متوسط دخل الأسر المغربية 5300 درهم (600 دولار)، ويتباين المبلغ بشكل كبير بين الوسط الحضري، حيث يصل إلى 6100 درهم، والوسط القروي، حيث لا يتعدى 3900 درهم (400 دولار). ويتباين متوسط الدخل الشهري للأسر، حسب هذه الدراسة، التي قدمها رئيس قسم الدراسات في المندوبية السامية للتخطيط، في يوم دراسي نظم أخيرا في الرباط، باختلاف المستوى الدراسي لرب الأسرة، وسنه، وجنسه، والفئة السوسيو مهنية التي ينتمي إليها.