مع اقتراب فصل الصيف يتقاطر على المغرب أبناؤه من مختلف دول العالم لقضاء علتهم وسط أسرهم وأقربائهم. نسبة كبيرة من المهاجرين، خاصة من الجيل الأول والثاني، يفضلون قضاء عطلتهم الصيفية في بلدهم الأصلي، لأنهم يجدون متعة كبيرة للقاء ذويهم وأهاليهم بعد عام كامل من الفراق، وفرصة كذلك للاستمتاع بشمس المغرب وشواطئه الجميلة. وتبقى المحطات السياحية المطلة على الشواطئ من أكثر الفضاءات، التي تشهد إقبالاً كبيرًا للمهاجرين، إلا أنها ليست الوحيدة، إذ باتت "المسابح الفخمة" من الوجهات الأساسية للجيل الثالث من أبناء المهاجرين، إذ تفضل مجموعة منهم المكوث لدى أسرهم والتردد على المسابح، التي لبست حللاً جميلة، وأضحت مجهزة بكافة ما يحتاجه المصطاف. وهناك فئة أخرى تفضل التنقل بين المدن، كل أسبوع حتى يتاح لها الاستمتاع بكل المناطق الجملية لمملكة، من شمالها إلى جنوبها. وقال مصطفى فضيل، مهاجر مغربي في الديار الهولندية، "لدي شقة هنا في الدارالبيضاء، لكنني أقضي أكثر الأوقات وسط أسرتين وفي منزل والدتي، أما أبنائي فيقصدون المسابع المنشرة في كورنيش عين الذئاب، خاصة بعد الإصلاحات المهمة التي خضعت لها". وذكر مصطفى،التجهيزات الحديثة التي أدخلت على بعض الفضاءات السياحية القريبة، جعلتنا نفضل قضاء العطلة في العاصمة الاقتصادية، التي تسير نحو التحول إلى واحدة من كبريات المدن السياحية". من جهته، أوضح عبد الرحمن البحري، مهاجر مغربي في إيطاليا، "أتوجه مباشرة إلى جنوب المغرب، حيث تقطن أسرتي، وهناك أقضي عطلتي، إذ، إلى جانب أكادير، أقصد المناطق المجاورة، التي تتوفر على جمال الشواطئ والمناظر الطبيعية". وأكد عبد الرحمن،، أن "العائلة تبقى الأهم في هذه الرحلة الصيفية، إذ نضع برنامجًا موحدًا، ونخرج في جو عائلي للمناطق القريبة". وسجل تدفق أفراد الجالية المغربية بالخارج على المراكز الحدودية للمملكة، منذ بداية عملية "مرحبًا 2009"، وإلى غاية منتصف الشهر الجاري، ارتفاعا قدره 24.6 في المائة (734348 عبور)، مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2008، حسب ما علم لدى شرطة الحدود. وأهم هذا الارتفاع أيضًا العربات التي سجلت 137198 عبورًا (زائد 38 في المئة). وتتصدر الموانئ قائمة المراكز الحدودية التي يستخدمها المهاجرون المغاربة ب 381887 عبورًا (زائد 44.55 في المئة)، تليها المطارات ب 222679 عبورًا (زائد 11.02 في المئة)، والمراكز الحدودية البرية ب 129782 عبورًا (زائد 4.4 في المئة). وتظهر الأرقام أن غالبية القاطنين بالخارج وفدوا من فرنسا (270902 شخصًا)، وإسبانيا (142180)، وهولندا (89511)، وبلجيكا (97657)، وألمانيا (39657)، ثم إيطاليا (51824). وتحتل المطارات صدارة المراكز الحدودية المستخدمة ب 117410 شخصًا (زائد 20 في المئة)، متبوعة بالمراكز الحدودية البحرية ب 74063 عبورًا (زائد 50.1 في المئة)، والمراكز الحدودية البرية ب 51275 عبورًا (زائد 22.8 في المئة).