افتتحت، اليوم الأربعاء، أشغال النسخة 2022 من ملتقى المدينة الذكية للدار البيضاء المنعقد حول موضوع «الذكاء الجماعي والابتكار التكنولوجي المبسط المتاح للجميع». ويعقد هذا الملتقى تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، من قبل شركة الدارالبيضاء للتنشيط والتظاهرات (Casablanca Events) بشراكة مع ولاية الدارالبيضاء – سطات، ووزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، وجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء. وتعد النسخة الجديدة من ملتقى المدينة الذكية للدار البيضاء فرصة للتفكير في العلاقة التي تجمع المواطنين بالتكنولوجيا المبسطة والمتاحة للجميع، فضلا عن التحديات الكبرى المرتبطة بالتوسع الحضري والمجالات الترابية، حيث يتم التطرق إلى موضوع الملتقى هذه السنة من ثلاث جوانب رئيسية تتمثل في المقاربة الثلاثية : الاجتماعي، الاقتصادي والبيئي. كما يعد موضوع النسخة الجديدة من ملتقى المدينة الذكية للدار البيضاء مهما على اعتبار أن التقارب بين الإنسان والتكنولوجيا المبسطة المتاحة للجميع أضحت أكثر من أي وقت مضى تقدم فرصة للتعرف عن الرؤى المشتركة للذكاء الجماعي من أجل ضمان التصميم والبناء المشترك للمدينة الذكية. ففي تدخل خلال افتتاح هذا الملتقى، أكد والي جهة الدارالبيضاء- سطات، السيد سعيد أحميدوش، أن هذه التظاهرة تنعقد في سياق دولي خاص يتسم بالصعوبات الاقتصادية الناجمة عن آثار سنوات وباء فيروس كورونا والتوترات على المستوى الدولي ، والذي أثر على عملية التزود وأسعار المنتجات الغذائية والطاقة، مشيرا إلى أنه بفضل تضافر جهود الجميع، استطاع المغرب تجاوز أزمة فيروس كورونا والتغلب على التحديات الناجمة عن الوضع العالمي الراهن. وسجل أن هذه الأزمة شكلت فرصة للتأكيد على أهمية الذكاء الجماعي واستخدام التكنولوجيا الجديدة للتغلب على الأزمات، مشيرا إلى ضرورة تثمين هذه التجربة الإيجابية لتسريع عملية الرقمنة. وحسب والي جهة الدارالبيضاء-سطات ، فقد أبان العديد من الفاعلين ، ولاسيما في مدينة الدارالبيضاء الكبرى عن هذا الذكاء خلال هذه الأزمة من خلال مشاريع ابتكارية قائمة على المنصات الرقمية. من جانبه، أبرز السيد خالد سفير الوالي المدير العام للجماعات المحلية (وزارة الداخلية) أن المغرب ي ستشهد به كمثال في مجال التحول والتحول الرقمي، مشيرا إلى أنه تمت الإشادة بالتجربة المغربية خلال النسخة التاسعة لقمة (أفريسيتي/ Africités ) المنعقدة في كينيا. وأكد أن وزارة الداخلية منخرطة بقوة على مستوى الجماعات المحلية المغربية لمواكبتها في مجال التحول والانتقال الرقمي عبر خمسة محاور رئيسية، مستحضرا في هذا الصدد محاور رقمنة الإجراءات ومهن الجماعات الترابية ، وعملية التعميم الخاصة بالتراب الوطني من حيث تغطية الاتصالات، وتشجيع المقاولات على خلق قيمة مضافة، وجعلها في قلب هذه الثورة الرقمية ، مع توفير وسائل مشاركة المواطنين. من جهته، أبرز السيد محمد الجواهري المدير العام ل ( Casablanca Events et Animation ) أن هذه النسخة ، التي تعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، اختارت موضوع «الذكاء الجماعي والابتكار التكنولوجي المبسط المتاح للجميع» الذي فرض نفسه انطلاقا من الدروس المستفادة من عامين من فيروس كورونا، مع الإشارة إلى أنه خلال هذه الأزمة أظهر المواطنون المغاربة مرونة كبيرة من أجل تجاوز الإكراهات التي فرضها الوباء. وتابع أن هذا الوضع حتم على المواطنين الاعتماد على التكنولوجيا المتاحة بأقل تكلفة، ومن هنا تأتي أهمية موضوع الملتقى، والهدف هو التمكن من تسليط الضوء على هذا النوع من التكنولوجيا وتجارب مدن أخرى في هذا المجال، مضيفا أن الوباء هو نسبيا أصبح خلفنا مما أتاح الفرصة لعودة ملتقى المدينة الذكية للانفتاح على عامة الناس من أجل التعريف أكثر بمفهوم المدينة الذكية. أما السيد حسن رضوان، مدير مدرسة الهندسة المعمارية والتخطيط والتصميم (School of Architecture, Planning and Design) التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، فقد لفت إلى أن موضوع هذا الملتقى له طابع ابتكاري لأنه يركز على وسائل تحويل العاصمة الاقتصادية إلى مدينة ذكية، مشيرا إلى أن تجربة الفيروس التاجي أتاحت ملاحظة الوسائل التي يستخدمها مواطنو الدارالبيضاء وأماكن أخرى للتواصل، وكيف تم الاعتماد على العالم الرقمي والتكنولوجيا الجديدة من أجل تجاوز هذه الفترة الصعبة. وبالنسبة له يكمن الذكاء الحقيقي في الذكاء الجماعي والمكاني الذي ينتجه الناس، مشيرا إلى أن هذا ليس جديدا بالنسبة للمغرب الذي عرف منذ قرون كيف يشيد مجموعة من المدن. ملتقى المدينة الذكية للدار البيضاء ، الذي يعقد خلال يومين بصيغة حضورية وعن بعد، هو فضاء للتبادلات والتفكير بمشاركة متدخلين وخبراء مشهورين، علاوة على كونه فرصة للتفكير في العلاقة التي تجمع المواطنين بالتكنولوجيا المبسطة والمتاحة للجميع، ومناقشة التحديات الكبرى المرتبطة بالتوسع الحضري والمجالات الترابية. ويتم التطرق إلى الموضوع هذه السنة من ثلاث جوانب رئيسية تتمثل في المقاربة الثلاثية : الاجتماعي، الاقتصادي والبيئي. ومنذ النسخة الأولى، يقدم ملتقى المدينة الذكية للدار البيضاء بشكل سنوي منصة لتبادل الرؤى والتفكير في خطط إعلامية وتحسيسية بشأن الرهانات المرتبطة بالمدينة الذكية. وفي هذا الإطار يناقش مجموعة من المتدخلين البارزين، من بينهم عدد من ممثلي جهات فاعلة في المدينة وخبراء مرموقين بعض الممارسات الفضلى في مجالات مثل: الحكامة ذات الهرمية المعكوسة، ابتكار المجموعات وريادة الأعمال المجتمعية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتوظيف التكنولوجيا المبسطة المتاحة لخدمة المواطنين، فضلا عن الانتقال البيئي للمدن والمجالات الترابية. وفضلا عن الورشات المنظمة، تعقد جلسات نقاش حول الابتكار المشترك والتكنولوجيا المبسطة في بناء المدينة، ونماذج الأعمال الجديدة في المدينة ذات التكنولوجيا المبسطة، والتكنولوجيا المبسطة من أجل مدن مستدامة ومرنة. ويعد ملتقى المدينة الذكية للدار البيضاء ، الذي خصص قرية للمقاولات الناشئة فضاء مفتوحا أيضا للجمهور العريض بساحة الأممالمتحدة، والهدف من ذلك هو الترويج لمفهوم المدينة الذكية.