مصالحة الزوجة لزوجها والعكس ليس بالأمر الذي يجيده الكثيرون فالخجل من الاعتراف بالخطأ قد يحول مشكلة بسيطة إلى كابوس حقيقي لا تخلو أي علاقة بين رجل وامرأة من مشكلات قد تتطور إلى الخصام حتى لو كان لساعات معدودة، ولكن كيف يستغل الزوجان أوقات الخلاف لتصبح وسيلة لتقوية علاقتهما، وإصلاح ما يعتري العلاقة من مشاحنات. المصالحة فن، قليلون من يتقنونه، بل يتمادى الطرفان في الخصام إلى حد بعيد يهدد بالانفصال، ويتكبر كل منهما على الاعتذار للآخر أو محاولة شرح وجهة نظره، فالرجل يعتبر في كثير من الأحيان الاعتذار أو الاعتراف بالخطأ شيئا ينقص من كرامته ورجولته، فينصرف عن مصالحة زوجته، وبدورها المرأة يأخذها العناد والكبرياء، وينتظر كل منهما الآخر حتى يبدأ بالمصالحة. والمرأة بطبعها تشعر بالزهو حين يعتذر لها الرجل ويعترف بخطئه في حقها، ولكنها قد تتجاهل علامات يرسلها الرجل رغبة في مصالحة زوجته، وحتى يختبر ردة فعلها إذا حاول الاعتذار إليها ولا يتفاجئ بنفورها، ومن هذه العلامات أن الرجل يطيل النظر إلى زوجته ويبدي اهتمامه بحديثها، وكأنه يدعوها بنظراته إلى إنهاء الخصام، كما يعتبر إسراع الرجل لقضاء حاجات زوجته محاولا الاجتهاد في خدمتها، لغة غير مباشرة لرغبته في إنهاء الخصام. وأحيانا تتملك الرجل رغبة في مصالحة الزوجة والاعتذار لها فعليا ولكن يمنعه كبرياؤه، فيحاول بعد فترة من الخصام أن يكسر الحاجز بينهما، بأن يطلب منها شيئا تفعله ليختبر ردة فعلها، وليرى هل هي في حالة تسمح له بأن يعيد المياه إلى مجاريها دون أن يشعره ذلك بالحرج أو النقص. وهناك خطوات عدة تساعد على عملية مصالحة الزوجة لزوجها والعكس، حيث يوصي الخبراء كلا من الرجل والمرأة بتجنب المجادلة أثناء الخلاف، فعندما يغضب أحدهما، على الآخر أن يتحلى بالصبر ويكتفي بالصمت حتى يهدأ تماما، ولا تتحول لحظة من الغضب إلى مشاحنات كبيرة، كما يحظر على الزوجين البت في أي قرار يتعلق بمصيرهما معا لحظة الخصام، فالإنسان لا يستطيع اتخاذ قرار صائب في حالة الغضب، وأي مناقشة بين الزوجين يجب أن تتم في حالة من الهدوء التام. ثم تأتي بعد ذلك الخطوة الثانية وهي تفهم وجهة نظر الطرف الآخر، وعدم إثقاله بالطلبات والشروط والأوامر، فعلى الرجل الذي يرغب في مصالحة زوجته، أن يشرح لها بهدوء ما يغضبه وما يضايقه دون أن يشعرها بأنه يقيدها حتى لا تتهرب من مصالحته فيما بعد. الكلام الرومانسي له دور فعال في كسر حدة الخصام والغضب، فهو يجعل الإنسان أكثر هدوءا ويبدأ في مراجعة نفسه، فربما وجد أنه تسرع في غضبه، وحينئذ عليه ألا يخجل من الاعتذار والاعتراف لشريكه بأنه لم يقصد إيذاءه أو فعل شيء يضايقه. أما إذا جرب المرء جميع الطرق ووصلت به إلى نهاية مسدودة، فلا حل سوى أن يترك شريكه ليهدأ تماما، وينسى الأمر، ثم حاول أن تفتح بينكما الحوار مرة أخرى ببعض الكلام اللطيف.