إن كان للتعايش فى العموم فنون ، فإن للتعايش فى ظل الخطأ ، ومع معرفته ، يحتاج إلى فنون خاصة ، ولذلك فلن نتحدث عن فنون التعايش , من القواعد المعروفة والمشهورة ، مثل : البحث عن منطقة مشتركة البحث عن عمل مشترك عدم ذوبان الشخصية المحافظة على الاستقلالية الاندماج وعدم العزلة السلوك الحسن وعدم التنازع الصدق فى النية والاحترام المرونة والحب والقبول ولكن حديثنا سيكون حول بعض الفنون الخاصة , للتعايش بين الزوجين فى وجود الخطأ ، ومن هذه الفنون : 1 احذرا الذوبان الزوجى : التكافل الزوجي ، لن يتحقق بين الزوجين ، إلا باستقلالية كل من الزوجين ، فى اتخاذ قراره وتحمل المسئولية عن تصرفاته ، والذوبان الزوجى المكروه ، هو الذى يؤدى إلى إلغاء الآخر وتهميشه ، فلو أذابت الزوجة نفسها فى زوجها وألغت شخصيتها ، وأصبحت تبع له , حيث لاهمس لها ولا صوت ولا رأى ، فهذا تحطيم للثقة بالنفس وتدمير للشخصية . والإسلام نهى عن ذلك ، حتى تستقيم الحياة ، يقول تعالى : { ولا تزر وازرة وزر أخرى } فاطر : 18 ، والنبى صلى الله عليه وسلم , كان يشجع زوجاته ، على الاستقلالية ، وربما فعلن أمراً ولما علم به النبى ، ما عنفهن ولا عاتبهن أو لامهن . 2- اعتدلا في المزاح الزوجى : والمقصود به المزاح الثقيل ، الطاعن فى رجولة الرجل ، أو الذى يجرح مشاعر المرأة ، لقد أرسلت لى زوجة تقول : ( إن جرح المشاعر أقسى من طعنة السيف ) ، خاصة المزاح أمام الأهل والأصدقاء والأبناء ، فكل ما أدى إلى الإيلام ، يفتح أبواب الشر ، مما يكثر من الأخطاء . 3- انتبها لفخ ما بعد الأربعين : بعد الأربعين ، هل تبدأ مراهقة جديدة ، خاصة عندما تتحول الزوجة إلى أم ؟ … ليس على الإطلاق ، وليس المجال فى تبادل الاتهامات بين الزوجين ، فتقول الزوجة : الزوج يتصابى ، ويقول الزوج : الزوجة استسلمت للشيخوخة ، ولكن الزوجة الصديقة التى تشارك الزوج أحلامه ، وهواياته ، وتوفر له الأمان والاستقرار ، والمشاركة الفعلية ، هى التى تمنع وقوع زوجها فى هذا الفخ ، الذى يتوهم بأن ذلك حقه الطبيعى , فى أن يستمتع بشبابه . وهذه نصيحة من زوج ، أطلق على نصيحته : ( نصيحة من رجل أفشى سر بنى جنسه ) ، بأن الوقاية تبدأ من السنين الأولى للزواج ، بصداقة حقيقية ، وعدم نسيان الزوج أثناء رحلة تربية الأولاد ، والحوار فى كل القضايا التى تهم الزوجين حتى لا تتسع الفجوة بينهما ، فالاعتناء بالزوج كالاعتناء بالزرع ، إذا أهمل جف ومات . وقد اتفق الخبراء على التالى : لا تضطربي وحافظى على هدوئك لا تشعريه بأنك تراقبين تصرفاته أبدى إعجابك بمظهره وأناقته وسرورك بذلك لا تعترضى على نشاطه بحجة أنه أصبح كبيراً حاولى التقرب منه أكثر مما سبق أشعريه أن هناك الكثير من أحلامكما لم تتحقق لا تسخرى مما يبديه من مشاعر الشباب كونى له الصديقة المتفهمة لمشاعره وجاذبيته اهتمى بنفسك وبمظهرك وثقتك بنفسك مارسى أنوثتك التى لا تهرم أبداً ولا تقولى كبرت 4- فنون بعد الوقوع في الخطأ : 1- الزوجة : تتقبل اعتذاره بأى شكل ولا تقابله بالسخرية الزوج : يتقبل الاعتذار ويحاول أن ينفذ إلى المشاعر 2- الزوجة : تظهر سعادتها عند عودته إلى البيت مهما كانت الظروف الزوج : يقدر تعبها وخدمتها فى البيت مهما كانت الظروف 3- الزوجة : عندما تشعر بالغضب تنسحب حتى لا تنفجر أمامه الزوج : عندما يشعر بالغضب يتوقف ويناقش الأمر 4- الزوجة : أمام الآخرين لا تتحدث ولا تنبه على أخطائه الزوج : أمام الآخرين احترام وتقدير ولا داعى للمزاح الثقيل 5- الزوجة : لا تعمم فتتهمه بالإهمال وعدم المسئولية الزوج : لا يستخدم الألفاظ الجارحة حتى ولو كان محقاً 6- الزوجة : تظهر عدم رضاها بطريقة لبقة لا تجرح مشاعره الزوج : يظهر عدم رضاه بلطف ورقة ولا يجرح مشاعرها 7- الزوجة : تعبر عن مشاعرها السلبية باعتدال بلا لوم أو عتاب الزوج : لا يظهر خيبة أمله أو يتكلم فى عصبية وغضب 8- الزوجة : تختارالوقت والأسلوب المناسب لتبث شكواها من آثار خطأه الزوج : لا يشكو من خطئها على مائدة الطعام أو حينما تكون متعبة 9- الزوجة : تستمع له بإنصات دون أن تنشغل بشئ آخر الزوج : ينصت لها بتقدير ولا يبدى انشغالاً عنها بأي شئ 5- مراعاة الخصوصية بين الزوجين : هل لكل من الزوجين عالمه الخاص؟ هل يصارح أحد الزوجين الآخر بكل شئ ؟ وما حدود إخفاء بعض الأشياء عن الطرف الآخر ؟ وهل التدخل الزائد فى شئون الآخر يدمر الحياة ؟ أم أن المغالاة فى الخصوصية هى السبيل الناجح ؟ وحتى لا يحتار الزوجان ، فقد اتفق الخبراء بأن الخصوصية حق للزوجين ، ولكن فى الحياة الزوجية مطلوبة باعتدال ، فالصراحة المطلقة والتكتم المطلق كلاهما مرفوض . وطبيعة العلاقة بين الزوجين ، هى التى تمثل حجم ومساحة الخصوصية بين الزوجين ، من التفاهم والمرونة والحب والحوار والثقة والصراحة . 6- ابتعدا عن مصائد الأخطاء : 1- الرجل يكره استجواب زوجته له ، ففى الوقت الذى تطمئن فيه عليه ، تدفعها اللهفة والقلق عليه ، إلى سؤاله : أين كنت ؟ مع من تجلس ؟ متى ستأتى ؟ , فإنه يعتبر ذلك استجواباً ، يحول دون حريته ! . والحل : أن يفهم الزوج , بهدوء تساؤلات زوجته ، وعليه بالتوازن في حياته ، ومراعاة أن لا يترك زوجته , نهباً للوحشة والوساوس والأزمات . 2- مصيدة الملل ، إذا وقعت فيها الحياة الزوجية ، عاش الزوجان كموظفين متجردين من أى مشاعر ، وتمضى الأيام ثقيلة ، وتتباعد المسافة بينهما يوما بعد يوم ، ولعلاج الملل على الزوجين , التعاون معاً , في ثلاث خطوات : طرد الملل بالانشغال بأمور نافعة , وإشاعة جو من المرح والبهجة والحوار السهل لكسر الروتين اليومي , ثم التغيير الدائم في كل جوانب حياة الزوجين , المكانية والزمانية والنفسية والرياضية , والتناغم الدائم مع الحياة . 3 – كثرة العتاب بلا سبب , والتمادي في إلقاء اللوم , مثل : لمَ قلت ؟ لمَ صنعت ؟ لماذا أتيت ؟ كيف فعلت ؟ فكل ذلك يجعل الطرف الآخر , يرد بطريقة خاطئة , إما الإهمال , وإما الاستفزاز , ولا تنتصر في حياة الزوجين إلا الأخطاء من الجانبين .