أكَّدت دراسة أنجزت من لدُن "سوفان غروب" المجموعة الأميركية ذات الصيت الدولي المتخصّصة في الدراسات الذكية والاستكشافات الجيو- استراتيجية ،ونشرت صحيفة العرب مُقتطفات منها، أنّ المغرب يشكّل "حالة استثنائية في سياق إقليمي يسوده العنف وأجواء عدم اليقين التي عقبت الربيع العربي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا". وأبرزت الدراسة ، التي أنجزت بتعاون مع مركز أفريقيا التابع لمجموعة التفكير الأميركية "أطلانتيك كاونسيل"، أن المملكة المغربية "بدت ملاذا للاستقرار ونموذجا يُحتذى في منطقة المغرب العربي والساحل الأفريقي". ولاحظت الدراسة أنّه "في الوقت الذي لم تتجاوز فيه البلدان المجاورة للمملكة انعكاسات الربيع العربي، أقدم المغرب على تسريع وتيرة الإصلاحات غير المسبوقة.. بما في ذلك حماية حقوق المهاجرين".كما أشارت الدراسة الأميركيّة إلى أنّ مثل هذه الإصلاحات وغيرها جعلت المغرب "نموذجا جهويا يحتذى" ، مُبرزة الدور الذي يضطلع به المغرب على مستوى مواجهة التهديدات الإرهابية للأمن الإقليمي، ومُضيفة أنّ المملكة وضعت "استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، أشادت بها الخارجية الأميركية في تقريرها السنوي حول الإرهاب". وجاء في الدراسة أيضا أنّ "الدبلوماسية الأميركيّة أكّدت أنّ المملكة واصلت تفعيل الإصلاحات الداخلية بهدف تحسين العوامل السوسيو- اقتصادية التي يستغلها التطرّف الديني"، مشيرة في هذا المضمار إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وتأهيل الحقل الديني. وبعد أن أبرزت إيجابيات ومزايا مبادرة الحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية، أشارت الدراسة،بحسب نفس المصدر،إلى الإسهامات المهمّة للمغرب من أجل تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي لاسيما في مالي، مذكرة بزيارة العاهل المغربي إلى مالي بمناسبة تنصيب الرئيس المالي الجديد إبراهيم بوبكار كيتا، وكذا بالمبادرات المغربية المتصلة بمساعدة مالي على مواجهة التطرف الديني من خلال تكوين 500 إمام ودعم التنمية البشرية بهذا البلد في مجالات عديدة. وخلُصت الدراسة إلى أنّ من شأن هذه المبادرات أن "تعزّز دور المغرب باعتباره بلدا ديمقراطيا رائدا في شمال إفريقيا والمنطقة من خلال الاستقرار الذي يتمتع به وبفضل قدرات المملكة على مواجهة مختلف التحديات التي تواجهها".