بسم الله الرحمن الرحيم الإعلام و السياسة ...أية علاقة؟!.. إن ما استحدث من وسائل الإعلام و الاتصال كان له اثر عميق في الحياة الإنسانية فكانت الطباعة و الصحافة في أول الأمر وسيلتين أساسيتين في تصريف و بث الأفكار وصناعة الرأي العام و الآن أضحت الصحافة المرئية و المسموعة و ما يليها في موكب الثورة الإعلامية ( الانترنيت، الأقمار الاصطناعية ...) مؤثرات حاسمة في حياة الإنسان. و بالتالي فهي – وسائل الإعلام و الاتصال- كالكأس الفارع يختار صاحبه إما يملؤه عسلا أو سما و بالتالي فهي محايدة بطبيعتها. هي فعلا و سائل محايدة حين تستعمل في بلاد الديموقراطيات لتنظم الصراع السياسي ، أما في بلاد الاستبداد و الفقر الديمقراطي تحتكر الدولة و النظام تلك الوسائل لتفرض الرأي الواحد وتصوغ الذهنية الموحدة و كأننا أمام ديكتاتورية إعلامية . كما هو معلوم فان كل مؤسسة إعلامية عمومية/حكومية أو خاصة /حرة، تجتهد لتستحوذ على ألباب القراء و المستمعين و المشاهدين، فتتفنن بذلك في صناعة المادة الإعلامية السياسة و الخبر السياسي و الحدث السياسي والشخصية السياسية ، هذه المادة التي يتلقاها المستهلك الإعلامي دون أن يدرك أهي صادقة أم أنها تروم التمويه و الكذب على الذقون عبر نقل موثق منسق يدس السم في الدسم . إن ظهور الساسة في الإعلام البصري السمعي في الوقت المناسب و بالشكل المناسب و نبرة الصوت المناسبة و الخطاب السياسي المناسب ،قد صار أمرا له مهندسوه و مخرجوه و خبراءه و مستشاروه ممن يزينون الصورة و يحسنون الواجهة السياسية و يلمعونها. فقد كانت الخطابة المباشرة على مر العصور هي الوسيلة الأولى للإقناع لدى الزعيم السياسي و أداة لاتصاله، أما الآن فيكفي للسياسي أن يتقدم لصناع الصورة ليستنسخوا منه شخصية إعلامية جذابة و لو كان اخرق لا يفق شيئا، هذا في بلاد الديمقراطيات !!!! أما في بلاد الفقر الديمقراطي و الاستبداد التي يصل فيها الحاكم إلي حكمه بالانقلاب العسكري و الخداع السياسي، فهو ينقض على وسائل الإعلام لترفعه إلى قمة الزعامة، بحيث لا يبقى أمامه إلا أن يرفع صوته!. و بهذا لا زالت جماهير من المستهلكين للمادة الإعلامية المسيسة ضحية لمؤثرات وسائل الإعلام التي تملا السمع و البصر فتسد على الفكر و الرأي الحر المنافذ و تفتح الباب للانفعال و الهياج. هنا ياتى سؤال ما العمل؟ في ظل ما عرضناه لعلاقة الإعلام و السياسة من وجهة نظر لا نجزم بكمالها المعرفي المطلق نقول انه مادامت وسائل الإعلام و الاتصال مجرد وسيلة توظفها الآلة السياسية إما إيجابا أو سلبا أمام غياب الوعي الفاعل للإنسان المستهلك للمادة الإعلامية ، فان حياد الإعلام سيخدش و الكاس ستفيض سما بدل العسل ... بقلم طالب علم الاجتماع : محمد ايت همو عدي من المغرب