زعيم البوليساريو يهدد بالعودة للحرب في وقت تجد الأممالمتحدة صعوبة في إيجاد مبعوث جديد في النزاع حسين مجدوبي
يعتبر زعيم البوليساريو محمد عبد العزيز أن موقف المغرب المتمثل في رفض المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء ، كريستوفر روس يشكل عاملا للعودة الى الحرب، وتأتي هذه التصريحات في وقت تجد الأممالمتحدة صعوبة في إيجاد شخصية دولية قوية ذات وزن لتعويض روس. وعلاقة بالتهديد، أكد زعيم البوليساريو في حوار مع جريدة 'غارا' الصادرة في اسبانيا أن 'تعنت المغرب سيدفعنا الى العودة الى السلاح'، وتابع مصرحا للجريدة 'خيار العودة للعمل العسكري حاضرة في أجندة جبهة البوليساريو ، وقد نعود الى حمل السلاح في أي لحظة'، والمثير أنه نسب الى الأممالمتحدة 'مشروعية العودة الى حمل السلاح'. وحول الدور الفرنسي مع التغيير الذي شهدته باريس بوصول رئيس اشتراكي الى الحكم، فرانسوا هولند بدل اليميني نيكولا ساركوزي الذي كان يتم وصفه بالمنحاز للمغرب، يستخلص من تصريحات محمد عبد العزيز أنه لا يعلق آمال كبيرة على هذا التغيير، ولكنه يتمنى من فرنسا تغيير موقفها من النزاع صالح ما يعتبره 'الشرعية الدولية'. وتأتي تصريحات الأمين العام لجبهة البوليساريو محمد عبد العزيز بالعودة الى السلاح في وقت تبقى المفاوضات مجمدة بسبب اعتراض المغرب على كريستوفر روس، وكذلك في وقت تجد الأممالمتحدة صعوبة كبيرة في إيجاد بديل لروس. في هذا الصدد، فإن الأممالمتحدة تواجه تحديين في البحث عن المبعوث الجديد، الأول متمثل في موقف واشنطن التي لا ترضى على الموقف المغربي، والثاني في صعوبة إيجاد شخصية للعب دور المبعوث الخاص ويكون من جنسية أمريكية. وحول النقطة الأولى، تتحفظ واشنطن على البحث عن مبعوث جديد للأمم المتحدة في نزاع الصحراء المغربية ليخلف الأمريكي كريستوفر روس، ويبقى السبب هو أنها تعتبر اعتراض المغرب على دبلوماسي أمريكي موقفا غير مناسب من حليف خاصة وأنه يتكرر للمرة الثانية في ظرف ثمان سنوات. وكان الاعتراض الأول غير مباشر بل تحفظا ويتعلق الأمر بوزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر الذي قدم استقالته كمبعوث في الصحراء سنة 2004 والاعتراض الثاني يشمل كريستوفر روس وهو دبلوماسي أمريكي. ولا ترى واشنطن بعين الارتياح اعتراض الرباط على مبعوث أمريكي في وقت يعتبر روس هو المبعوث الأممي الوحيد من أصل أمريكي في ملف أممي وأن الاعتراض صادر عن حليف تاريخي للولايات المتحدة. ومن جهة أخرى، تدرك الأممالمتحدة أن نجاح مهمة أي مبعوث يجب أن يكون مسنودا بدولة عظمى تتمتع بالعضوية الدائمة في في مجلس الأمن الدولي، وبالضرورة من طرف الولاياتالمتحدة ذات الوزن الحقيقي في المجلس، إذ أن روسيا لن تقترح أي مبعوث شأنها شأن الصين وبريطانيا في حين لن يقبل البوليساريو أي مبعوث يحمل الجنسية الفرنسية. وفي الوقت ذاته، يتحفظ المغرب على مبعوثين أمميين من جنسية أمريكية لأنه يعلم أن المبعوث الأممي من جنسية أمريكية سيحظى بدعم من طرف السفير الأمريكي في مجلس الأمن الدولي, وسبق وأن عانى كثيرا مع جيمس بيكر. وعندما قد بيكر المخطط الذي يحمل اسمه يوم 31 تموز (يوليو) 2003 أمام مجلس الأمن، كاد السفير الأمريكي في المجلس وقتها نيغروبونتي أن يفرض 'مشروع جيمس بيكر' (أربع سنوات للحكم الذاتي والانتقال لإجراء استفتاء تقرير المصير) لولا تدخل اسبانيا التي أقنعت واشنطن بالعدول عنه. وفي أعقاب تعيين كريستوفر روس، تحفظ المغرب لمدة شهور وطالب بضمانات من واشنطن بشأن عدم تحيزه في الإشراف على هذا الملف، وبعد ثلاث سنوات يرفض استمراره. ويبقى تحفظ الولاياتالمتحدة من الأسباب الرئيسية التي تدفع الأممالمتحدة الى الإستمرار في تأييد كريستوفر روس رغم الرفض الذي أبداه المغرب