سيبحث أعضاء مجموعة 'أصدقاء الصحراء' المكلفة بالدفع بالمفاوضات بين المغرب والبوليساريو وإعداد القرارات الخاصة بهذا الملف في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مستقبل نزاع الصحراء والمفاوضات المواكبة له على ضوء رفض المغرب للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس. وقد توصي بضرورة تعيين مبعوث جديد أو استمراره روس ولكن بشروط لا تغضب المغرب. وتتكون مجموعة 'أصدقاء الصحراء الغربية' من اسبانياوفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا تساهم في البحث عن حل لنزاع الصحراء. ويشكل رفض المغرب لكريستوفر روس تحديا سياسيا حقيقيا للأمم المتحدة خوفا من دخول هذا النزاع الذي استغرق أكثر من خمسة عقود دوامة الرفض والرفض المضاد لكل طرف للمبعوث الخاص في حالة عدم تلبية طموحاته وأهدافه. وتكشف التجربة عن عمليات رفض حدثت في الماضي، وسبق للمغرب أن تحفظ على أول مبعوث خاص للأمين العام الأول وهو وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر، وهو ما جعله يقدم استقالته، كما يرفض الآن علانية كريستوفر روس. ومن جانبها، رفضت جبهة البوليساريو المبعوث الخاص للأمين العام الذي لم يزاول مهامه وهو البيرواني ألفارو دي سوتو بتهمة تحيزه للمغرب ثم رفض والهولندي بيتر فان ولسوم الذي استقال بعدما اتهمته البوليساريو والجزائر بتبني الحكم الذاتي كحل للصحراء وليس مبدأ تقرير المصير الذي تنص عليه القرارات الأممية. في الوقت ذاته، يشكل هذا النزاع تحديا ماليا للأمم المتحدة للاستنزاف المالي الذي يشكله النزاع منذ سنة 1991، تاريخ إنشاء قوات المينورسو، وحيث بدأت تتعالى الكثير من الأصوات وسط هذه المنظمة العالمية تطالب بقرار فاصل أو الانسحاب. وعلمت جريدة القدس العربي أن التطورات الجارية في العالم العربي وخاصة سوريا تمنع 'مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية' من بحث نزاع الصحراء الغربية، ولكن من المنتظر أن يتم خلال الأسابيع المقبلة النظر في ملف المبعوث الخاص للأمين العام من خلال تزكيته وإملاء شروط جديدة تلبي طلب المغرب ولكن بدون المس بروح قرارات الأممالمتحدة أو البحث عن مبعوث جديد. وقد يتعرض المغرب لبعض الانتقادات وسط 'مجموعة الصحراء الغربية'، فدولة مثل بريطانيا تتبنى موقفا غير ودي تجاه المغرب، والولايات المتحدة متحفظة على قرار المغرب الاعتراض على كريستوفر روس الذي يعتبر من المتخصصين في العالم العربي وسط الدبلوماسية الأمريكية، وروسيا بدورها لا تميل الى موقف المغرب أما اسبانيا فهي تتبنى أطروحة كريستوفر روس وخاصة تكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء. ويبقى الرهان الكبير للمغرب على فرنسا التي تبقى الدولة الوحيدة التي صدر عنها موقف في ملف كريستوفر روس عندما صرحت وزارة الخارجية 'نأخذ موقف المغرب بعين الاعتبار'. وكانت اسبانيا في الماضي هي التي تبادر وتقترح أسماء بعض المبعوثين في الصحراء بحكم نشاطها القوي في هذا الملف نظرا لطبيعتها السابقة كقوة استعمارية، إلا أنه هذه المرة يبدو أن انشغالها بالأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر منها وتهددها بالانهيار تحول دون لعبها دورا رئيسيا في هذا النزاع.