لا يعتبر كريستوفر روس المبعوث الأول أو الأخير الذي يرفضه طرف معين في نزاع الصحراء،بعد أن خيم على الساحة الدولية سحب الثقة من روس من طرف الحكومة المغربية،وهي لعنة تصيب تصيب وسطاء الأممالمتحدة في هذا النزاع الذي يزداد تعقيدا، فقد سبق للبوليساريو بدعم من الجزائر أن رفضت كل من ألفارو سوتو وبيتر فان والسوم، في حين اعتبر وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول الوساطة في النزاع نوع من الانتحار. ، وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان قد قرر سنة 1997 الرهان على مبعوث خاص له في محاولة لتحريك ملف نزاع الصحراء، وجرى الاتفاق على شخصية قوية قادرة على فرض الاحترام، ووقع الاختيار على جيمس بيكر الذي شغل من قبل منصب وزير الخارجية الأمريكي. وكان الاعتقاد السائد هو الاحتمال الكبير لنجاح هذا الدبلوماسي الأمريكي المخضرم اعتقادا أن البيت الأبيض سيدعمه في مهمته. ونجح جيمس بيكر في تنظيم لقاء تحت إشراف الأممالمتحدة بين جبهة البوليزاريو والمغرب في العاصمة البرتغالية لشبونة في حزيران (يونيو) 1997، وكان ولي العهد وقتها الأمير محمد الذي سيصبح سنتين بعد ذلك ملكا للبلاد 'محمد السادس' هو الذي ترأس الوفد المغربي. وتمكن جيمس بيكر سنة 2003 من تقديم ما يسمى 'مخطط جيمس بيكر' الذي صادق عليه مجلس الأمن بالإجماع في تموز (يوليو) 2003 وينص على الحكم الذاتي للصحراويين لمدة أربع سنوات وبعدها تنظيم الاستفتاء، لكن المغرب رفض المخطط وقبله البوليزاريو والجزائر. ونتيجة المأزق، تقدم بيكر باستقالته في حزيران (يونيو) 2004 بعدما أدرك صعوبة النجاح في هذا الملف. واقترحت الأممالمتحدة في الشهر نفسه كبديل لجيمس بيكر الدبلوماسي البيرواني ألفارو دي سوتو لكن جبهة البوليزاريو والجزائر رفضا استقباله وتذرعا بأن دي سوتو منحاز للمغرب وأنجز تقارير غير موضوعية عندما كان 'ممثل الأممالمتحدة في نزاع الصحراء' في (يونيو) 2003.
ويوجد فرق بين المبعوث الشخصي للأمين العام وممثل الأمين العام الذي يتولى رئاسة قوات حفظ السلام 'المينورسو'. وفي أعقاب هذا الرفض، اختار كوفي أنان دبلوماسيا مخضرما للمنصب وهو الهولندي بيتر فان والسوم الذي لقي ترحيبا من أطراف النزاع، وأصبح المبعوث الشخصي للأمين العام في هذا النزاع ابتداء من تموز (يوليو) 2005. وراهن والسوم على اللقاءات المباشرة بين البوليزاريو المغرب حيث نظم الكثير منها. وفي أبريل 2008 تقدم بتقرير الى مجلس الأمن يعتبر فيه خيار تقرير المصير غير واقعي ودعا البوليزاريو الى بحث الحكم الذاتي لأنه الحل 'الأمثل والواقعي' كما دعا المغرب الى ضرورة الرهان على الحكم الذاتي. واعتبر البوليزاريو أن 'تقرير والسوم خطير وسيترتب عنه العودة الى الحرب لأنه يتناقض والتوصية الكلاسيكية لحل النزاع المتمثلة في تقرير المصير'. وأعلن البوليزاريو والجزائر رفضهما التعامل مستقبلا مع بيتر فان والسوم، واضطرت الأممالمتحدة الى البحث عن مبعوث خاص جديد، واقترحت مدريد بصفتها قوة استعمارية سابقة في الصحراء على وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول الوساطة، وكان جوابه 'الوساطة في نزاع الصحراء بمثابة انتحار'. ووقع الاختيار على الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس، ولكن المغرب تحفظ عليه بسبب منصبه السابق كسفير للولايات المتحدة في الجزائر وتصريحات سابقة له شدد فيها على تقرير المصير لحل النزاع. وجرى خلال كانون الثاني (يناير) 2009 تعيينه بعدما توصل المغرب بضمانات حول نزاهته وعدم انحيازه للبوليساريو. وخلال شهر مايو الجاري 2012، يؤكد المغرب رفضه التعامل مع كريستوفر روس متهما إياه بعدم الموضوعية بسبب تهميشه لمقترح الحكم الذاتي في تقريره الى مجلس الأمن واتهام المغرب بالتجسس على قوات المينورسو. كما اتهمه بالفشل في تسيير المفاوضات بعدما جعلها تنحصر في مفاوضات غير مباشرة وتركز على نقط ثانوية بدل الحل الأخير. وبعد موقف المغرب، تجد الأممالمتحدة نفسها مجبرة على مبعوث جديد في هذا النزاع الذي بدون شك ستصيبه لعنة الصحراء كما أصابت المبعوثين السابقين.