تعتبر بريطانيا الدولة الغربية الأكثر تصلبا تجاه المغرب في ملف الصحراء المغربية وسط الاتحاد الأوروبي ووسط مجلس الأمن القومي، وهو موقف يدعو الى التساؤل المثير إذا أخذنا بعين الاعتبار الخدمات التي قدمها المغرب لهذا البلد. وعمليا، يعتبر المغرب دولة متحالفة مع الغرب، وقدم لهذا الغرب الكثير من الخدمات السياسية والأمنية منذ الاستقلال حتى الآن، وتوجد ثلاث دول غربية دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يقرر في مصير الصحراء المغربية، فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة. وإذا كان الموقف الفرنسي مؤيدا للمغرب سواء كان الحزب الاشتراكي أو اليمين في رئاسة الإيليزيه، وإذا كانت واشنطن تتبنى موقفا لصالح تقرير المصير لكنها منفتحة على الحكم الذاتي، فبريطانيا هي من الدول الغربية ذات الوزن الكبير التي تتبنى موقفا متصلبا تجاه المغرب في نزاع الصحراء. وخلال المفاوضات الجارية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب حول تجديد اتفاقية الصيد البحري تؤكد بريطانيا على رفض إدماج مياه الصحراء المغربية في الاتفاقية، كما تتحفظ على قرار المغرب رفض المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء، كريستوفر روس. وتدافع عن تكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان. وخلال السنوات الأخيرة، رفضت مناقضة مشروع الحكم الذاتي، وتتشبث لندن دائما بهذا الموقف. ويبقى موقف بريطانيا مفارقة غريبة للغاية بحكم أن الأمر يتعلق بمملكتين الأعرق في العالم (مع فارق الديمقراطية طبعا)، وسألت ألف بوست مصدرا رفيع المستوى بالعلاقات بين البلدين وخاصة على مستوى الملكيتين، ويؤكد "في المغرب نحاول أن نرى بريطانيا كما نرى موقف فرنسا في الصحراء، وهذا غير صحيح"، ويضيف "بريطانيا تؤكد أنها تحترم الشرعية الدولية في دفاعها عن مبدأ تقرير المصير، لكن تصلبها وعدم انفتاحها على مقترح الحكم الذاتي مثير للتساؤل فعلا". ويبرز هذ المصدر مصرحا "وقع توتر بين الملكية البريطانية والمغربية بعدما ترك الملك الحسن الثاني الملكة إليزابيث الثانية تنتظر قرابة ساعتين خلال زيارتها الرسمية للمغرب ثم الحملة التي تعرض لها الملك من طرف الصحافة البريطانية والطبقة السياسية في هذا البلد لاحقا، لكن لا أعتقد أن ذلك الحادث يستمر تأثيره حتى الوقت الراهن". زيارة ملكة بريطانيا إليزابيث الى المغرب ورفقتها الملك الراحل الحسن الثاني وكانت هناك محاولات من طرف وزير الخارجية الأسبق محمد بنعيسى لإنشاء لوبي بريطاني لصالح المغرب، ثم تبدل سفيرة المغرب الحالية في لندن، للا جمانة مساعي حثيثة في هذا الشأن، لكن رغم كل هذا، لم ينجح المغرب حتى الآن في فك سر التصلب البريطاني تجاه بعض قضايا المغرب وخاصة نزاع الصحراء المغربية.