في خطابه الرابع منذ بدء الأزمة والأول أمام مجلس الشعب الجديد في بداية دورته التشريعية الأولى، وصف الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الأحد، منفذي مجزرة الحولة في حمص ب"الوحوش"، وقال: "حتى الوحوش لا تقوم بما رأيناه، واللغة البشرية غير قادرة على وصفه"، مضيفاً "كسوريين سنبقى نشعر بالخجل". وهدد قائلاً إنه "لا مهادنة ولا تسامح مع الإرهاب"، مضيفاً "علينا ان نكافح الارهاب لكي يشفى الوطن". وأفاد بأن أشخاصاً يتقاضون أموالاً في سوريا للخروج في تظاهرات أو للقيام بأعمال قتل"، وجاء ذلك في خطابه أمام مجلس الشعب في بداية دورته التشريعية الأولى. وذكر أن "الإرهاب ضرب كل أطراف الأزمة السورية بلا استثناء، وأن الفصل بين الإرهاب والعملية السياسية هو طريقة الحل"، مشدداً على أن "ما نواجهه هو مشروع فتنة وتدمير للوطن بالإرهاب". وترحّم الرئيس السوري على ضحايا الأحداث في سوريا، قائلاً إن "دماء الشهداء من مدنيين وعسكريين لن تذهب هدراً، ليس انطلاقاً من الحقد بل من الحق"، مؤكداً أن "عزاءنا الوحيد جميعاً أن يعود وطننا سليماً معافى ينعم أبناؤه بالسلام والاستقرار". وأكد أن "إجراء انتخابات مجلس الشعب في موعدها جاءً ردا على القتلة"، موضحاً أن "الدور الإقليمي في الأزمة السورية فضح نفسه بنفسه"، بحد تعبيره. وأشار الأسد إلى "الخطوات الإصلاحية التي قام بها النظام السوري تأتي تحت عنوان العملية السياسية وليس الحل السياسي، إذ إنه لا رابط بين العملية السياسية والإرهاب، فالإرهابي لا يعنيه الإصلاح ولا الحوار، ولن يتوقف قبل أن يقوم بالمهمة التي أوكلت له". العدو في الداخل وأكد الرئيس السوري أن "العدو الآن أصبح في الداخل وليس على الحدود"، وأشار إلى أن "سوريا تواجه حرباً حقيقية مع الخارج الذين يملون على أولئك المخربين ما يجب أن يعملوه". وقال: "الشعب ذو الحضارة العريقة مثل الشعب السوري لا يقلد بشكل ببغائي كل ما يأتيه من الخارج عندما تأتيه الرسائل والأفكار والتعليمات من دول لم تدخل عصر الحضارة بعد، ولا تزال تعيش على هامش التاريخ". من خرج بمسيرات التأييد وطني أشار الأسد أكثر من مرة خلال خطابه إلى خروج الملايين في مسيرات التأييد، واعتبر أنه من الممكن أن يكون للكثير منهم اعتراضات على عمل الحكومة ولكنهم ترفعوا عن تلك الصغائر. وقال: "أولئك الذين خرجوا في تلك المسيرات، فإن خروجهم هو تأييد للوطن وخوفاً على الوطن، ومعظم الشعب السوري وطني، وهؤلاء أنفسهم هم من نزلوا وانتخبوا ممثليهم في مجلس الشعب، إذ إن من قاطع الانتخابات فقد قاطع الشعب". وأضاف أن "البعض يتقاضى اموالاً ليخرج في تظاهرات وهناك شباب في سن المراهقة أعطوا حوالى 2000 ليرة لقتل كل شخص، وها هي الحرية التي هتفوا بها ما هي إلا عبارة عن أشلاء أبناءنا". وقال الرئيس السوري ان الامن في البلاد "خط احمر مهما كان الثمن"، وتابع: "قد يكون الثمن غاليا، ومهما كان الثمن لا بد أن نكون مستعدين لدفعه حفاظا على قوة النسيج وقوة سوريا". وعاد الأسد إلى التأكيد على أن السلطات ستواصل حملتها على المعارضة المسلحة، لكنها لاتزال مستعدة للحوار مع المعارضين السياسيين. وتابع: "أؤكد مرة اخرى على أن الدولة لن تنتقم. أنا أؤكد أننا لن ننتقم لا عاجلاً ولا آجلاً". وأعلن "الابواب مازالت مفتوحة ونحن علي استعداد دائماً للبدء بالحوار من دون شروط، ما عدا أن تكون هناك قوى تتعامل مع الخارج، قوى طالبت بالتدخل الخارجي او قوى انغمست مباشرة بدعم الارهاب".