قصة الشخص، الذي ذهب ليلا إلى مقبرة بمدينة سلا، فاستخرج جثة لطفلة لا يتعدى عمرها السبع سنوات، ماتت حديثا ومارس عليها الجنس ،أو ما يسمى بالنيكروفيليا في علم النفس.. الجريمة شنيعة ومروعة، يهتز لها الجنان، وينتفض الوجدان ، لأن الضحية جثة هامدة لاتقوى على القيام بأي رد فعل دفاعي أو تواصلي. والمجرم قد تجرد من صفة الإنسانية، تاركا العنان لميوله "النيكروفيلي" المنحرف ، جعله يرغب بممارسة الجنس على كتلة لحمية ميتة، ويتخذها شريكه الأمثل مادامت لا تتكلم ولا تتألم .. ولا تحدق باشمئزاز إلى وجهه الكالح المكفهر،فهو يستمتع في أحضانها الباردة المتحللة.. يقلبها ويقبلها .. ويفرغ فيها شهوته الحيوانية بشغف ووحشية يصعب التمييز فيها بين الإنسان والحيوان إذا لم نقل الشيطان !!! ونتساءل.. لماذا كل هذه البشاعة؟ ولماذا كل هذه الجريمة النكراء،التي لا تحصل حتى في الأفلام المرعبة؟. لا أتصور أن إنساناً سويا يقدم على مثل هذه الجريمة المفزعة ، من دون مقدمات أدت إلى مثل هذا الإفراز المريع ، لا أتصور أن شخصا يتحول فجأة إلى وحش كاسر و غادر، يستسلم الى ميول اغتصابية تقوده إلى فتك جثة طفلة بريئة لا ذنب لها ، دون أسباب ودوافع لمثل هذه الجريمة الشنعاء التي يستنكفها الدين والأخلاق ، والثقافة والحضارة.......
المشكلة التي يجب البحث فيها، ليست إلقاء القبض على المجرم والتحقيق معه ثم سجنه، فقد يتشجع غيره على تكرار مثل هذه الجريمة وقد تكون أفظع وأشنع وأفزع.وقد سمعنا عن جريمة مماثلة بالامس القريب،إذ قام شخص باستخرج جثة امراة من قبرها والبسها البنطلون ...... ما نريد البحث فيه هو الأسباب ، والدوافع التي تؤدي إلى مثل هذه الكوارث البشرية التي لم ولن يهضمها منطق سليم . ما نريد البحث فيه هو الاستعانة بعلماء الدين والنفس والاجتماع لدراسة هذه الظاهرة النيكروفيلية وتقصي حقيقتها، والتي يختص منها الرجال على وجه الخصوص بحصة الأسد ، إذ حسب دراسة المانية تبين ان غالبية مقترفي هذا النوع من الجرائم ، هم من الذكور (90%) الذين تتراوح أعمارهم بين 20 – 50 عاما ، وجلهم يعملون في مجالات لها علاقة بالجنائز وجثث الموتى مثل عمال المشرحة وحفارو القبور ..
أقول لا يجب الاكتفاء بالمقاربة الأمنية فقط ،بل لابد من دراسة القضية من جوانب عدة، ولا بد أن يضع علماء الدين والنفس والاجتماع أيديهم، على الأسباب الجوهرية التي تقود إلى هذا الاضطراب والشذوذ الجنسي المتمثل في الانجذاب جنسيا نحو جثث الموتى .لا بد من تكثيف الجهود لتوعية الناس ، بهذه الظاهرة والظروف المحفزة التي قد تقود إليها . نريد حلولاً لا تقف عند الضبط والقبض والتحقيق ثم الحكم بعقوبة السجن ، بل نريد أن نلمس جذور المشكلة حتى لا تتفاقم وتصير فيروساتها تضرب في كل مكان وفي كل زمان، وتعود الحلول مستحيلة. نريد أن يجتهد كل فرد، ويبذل ما يستطيع لنتخلص من هذا الوباء ، نريد من الغيورين على أبناء هذا الوطن -الأموات والأحياء-أن يقوموا برفع دعاوى قضائية ضد أصحاب الفتاوي الشاذة جنسيا ،و تسفيههم وعدم إعطائهم صفة الفتوى ، من قبيل الزمزمي ومن ولاه، كونه هو من أفتى بجواز نكاح جثث الموتى