هو ليس بتشابه مع حكاية ألف ليلة و ليلة التي تحكيها شهرزاد لشهريار، هي حكاية أمينة "العايلة" كما تسمى بالعرائش، تلك القاصر المنتحرة التي كسرت الصمت وأخرجت معاناة الألاف من "أمينات" للوجود يعشن نفس المصير... إنتحرت أمينة، أتدرون ما معنى أن تنتحر فتاة قاصر ! معناها أنها أحسست بالظلم من بين أيديها من خلفها و من فوقها ! ظُلمت ثم زُوجت عفوا إغتصبت ! وستسأل بأي ذنب قُتلت ؟ من سيجيب ! هل القضاء الذي جار عليها بحكم قاس غير عادل، أم سيجيب أهلها، زُوجت لكي لا تأتي بالعار للأسرة، لكي تُعوض البكارة وما يصاحبها من الشرف و أكسسواراته ! و ما أفرزته تقاليد مجتمع ظالمة ! ألم يكن أجدر بأسرتها أن تحتضنها عوض البحث عن غشاء بكارة من نوع اخر يمنع عنهم ألسنة الناس ! أم سيجيب الزوج "المُغتصب" خوفا من خمس سنوات سجن، أليس جهل اسرتها و فقرها المعنوي من حرم إختيار فارس أحلامها كما تمنته يُشبه بطل أحدى المسلسلات التركية ! ألم تكن أمينة تحجز لها مهنة مستقبل، طبيبة، أو مهندسة طيران... لا يهم، المهم أنه كان لديها حلم، غير فكرة شُرب السم، غير فكرة الهرب من قضاء لم ينصفها، ربما أمينة كانت تحلم أن تكون قاضية، أمينة تراجعت عن حلمها الآن من القضاء إلى دار البقاء ! أمينة تشبه البوعزيزي إلى حد بعيد ! أمينة كسرت صمت الالاف من القاصرات، و دقت ناقوس الخطر من مجتمع يضم نساء الغد مغتصبات في صمت !