صاحبة هذه القصة فتاة اقتحم قلبها فيروس الحب، فشل إرادتها وهتك عرضها، فأصبحت غير قادرة على الفكاك منه وكأنه قيد يكبلها، تقول صاحبتها: نشأت في أسرة متدينة، علمتني أصول الأخلاق الرفيعة ومعاني الشرف والعفة والحلال والحرام، إلى آخر المبادئ الإسلامية، وأنا اليوم في ال25 من العمر، ولكن بداخلي امرأة جاوزت الثمانين من عمرها. فعندما بلغت سن المراهقة تفتحت عيناي على أشياء لم أعهدها من قبل، لم أجد في الناس شيئاً مما تعلمته،؛ وجدت فتيات أخلاقهن وسلوكهن مغايرة تماما عن المبادئ التي تربيت ونشأت عليها، هذا ما وجدته ولمسته عندما نزلت إلى معترك الحياة، لم أدر كيف شاركتهن أخلاقهن وصفاتهن، وكأنني مجبرة على ذلك، ربما أعجبتني طريقة وأسلوب حياتهن، ربما مجاملة لهن لا أدري، المهم أنني انزلقت في طريقهن، وليتني لم أفعل لأن هذا الطريق كان الانقلاب الأكبر في حياتي، وذلك حين أحببت شابا وحاولت مرارا وتكرارا أن أبتعد عنه لكنني لم أستطع، إن حبه قيّدني بل أعماني عن رؤية حقائق الأمور، رغم أنه أقل مني شأنا في كل شيء، من النواحي المادية والاجتماعية، ولكن لا أعلم سرّ انجذابي إليه، ولا أعلم أيضا سر التناقض بين أخلاقي ورغباتي، مبادئي وأهوائي، لأن حبه يسري في دمي ويتغلغل في أعماقي، تقدّم لخطبتي الكثير فرفضتهم جميعا من أجل أن أبقى معه. خلال هذه العلاقة كنا نتخاصم ثم نتراضى، وكنت المغلوبة دائما، أتسامح معه حرصا على نيل رضاه، مع علمي أنه أناني ومغرور وكذاب، يستغل ضعفي وحبي لتحقيق غاياته الدنيئة، طالما سألت الله أن يخلصني من هذا الحب اللعين، ولكني لم أستطع الفكاك منه، وكأني منساقة وراءه دون وعي وإرادة مني. وبعد مضي سنوات من العلاقة، طلبت منه أن نضع حدّا لعلاقتنا، فوجدته يغضب ويثور، انفعاله أخرس كلامي، وحتى لا أخسره اعتذرت له وتأسفت، من وقتها لم أفتح معه موضوع الزواج، اكتفيت بالعلاقة معه بعيدا عن إطارها الشرعي، إنني لا أطيق الحياة دونه، وهكذا استمرت حياتي معه، أتجرّع من حبه دون أدنى تفكير في العواقب. وفجأة رحل من حياتي ودون سابق إنذار، بحثت عنه حتى علمت أنه تزوج، فشعرت بالذل والمهانة رغبت أن أصرخ بأعلى صوتي، هذا الرجل سرق عمري وأخلاقي ومبادئي وداس على شرفي، لكن لا ألوم سوى نفسي وغبائي وجهلي؛ ما ذنب أهلي؟ سنوات عشتها مع هذا الرجل الكاذب المخادع، وهم لا يعلمون شيئا أبدا عن ذلك، فتبا لنفسي الأمّارة بالسوء، وتبّا لهذا الرجل الذي أوردني في قهر الانحلال تبّا له.