آن الأوان لإفْراغ جرار الصمت والصفاء لرُؤية سِرِّ الحزنِ العاري فما من أحد يسلك طريق السماء إلاّ وكان الحزن رفيقه وبالدموع سقى زنابق القمر الأبيض وهناك يجد حجر الحب الكريم يُزيّنُ إكليل الشعر... لقد عرفت الله والحب وسر الكلمة بأحزاني وبتأملاتي فأنا أتلقى من ربي كلمات وبكلماتِي أَعْبدُه... أذكر حين عدت إلى وطني عدت من أجل رؤية الحب وحين رأيته يعج بالظلم والخراب بَكيتُ.... رأيت خفافيش الظلام تغطي السماء ومخالب رابطة الشر تنهش جسد القصيدة تسخر من الكلمة وتحرق صوامع الحب والشعر.... يَجيءُ الصيف ويعبر الربيع وأنا لم أزل أحيا في شتاء يطلق مِنْ الحاناتِ الغائمةِ أوجاع البرد والهجير ... وإذا بي أسمع صوتا هاتفا في منامي: أهجر أرض الإعراب الشرّيرة أرض الظلم والفساد أهجر ما يسؤك وهاجر الى أرض الحرية وأنا سأنزع الحزن الأسودَ مِنْ قلبِك... حاولت إخفاء آذانُي تحت إيدي لإعاقة هذا النداء مِنْ تَلويث روحِي الحزينةِ... إلا أنني سرت على الطريق الحالمة وحيداً مع قدري وحزني بلا رفيق وحيداً مع الله لا وجهة لي ولا مأوى... وهنا أكلمه بعيدا عن الأعراب اللئام من غير نفاق ولا رياء وبصوت نحيب في السر يسمعني يحفظ تنهداتي ويخلصني من شكي من قلقلي... فتبا لبني الأعراب... فتبا لبني الأعراب...