جرس صامت بوشعيب حمراوي هل نحن على الطريق الصحيح؟ ... هل ما يجري بشوارعنا وأزقتنا حراك إيجابي، سيمهد لبزوغ فجر جديد؟ ... وقفات واعتصامات، اقتحامات، مسيرات، عنف متبادل، انتحارات وتخريب لأملاك عمومية وخاصة... هل حراكنا يدخل في إطار الربيع العربي، أم أننا نسعى وراء صيف حارق وخريف مدمر... مطالب مختلفة ومتعددة بسقف أو بدون سقف حسب مزاج وهوى أصحابها... جهات معلومة تحركها الوطنية والغيرة... وأخرى خفية تخطط لمغرب بدون مغاربة... تنسيقيات وتحالفات كانت بالأمس القريب شبه مستحيلة داخل الجسم السياسي ... يقابلها زواج جماعي بالشارع العام لم يعرف بعد هل هو للمتعة أو من أجل التمهيد لذرية وخلف جديد يستطيع العيش والتعايش دون اعتبار للمبادئ والهوية... شباب باتوا يمتهنون المسيرات والإضرابات والاعتصامات للمطالبة بحقوقهم المشروعة في الشغل والحياة، بعدما قضوا السنوات الطوال في التعليم والتكوين، تقابلهم آذانا صماء، تحرف مطالبهم وتحاول تصنيفهم في خانة المعارضين للنظام. رغم أن أعداء النظام هم الذين تركوا عدد المعطلين يتضاعف، ومنحوا الوظائف لذويهم والموالين لهم دون اعتبار للكفاءات. بل منهم من كانوا يخلقون الوظائف على مقاص أبنائهم. فوضى وعبث أثرا بشكل كبير على اقتصاد عدة أسر... وأثقل كاهل مسؤولين صغار لا حول ولا قو ة لهم. يقضون الليالي والأيام في احتكاك مباشر مع الصالح والطالح. في انتظار أجرأة الدستور الجديد، وفي انتظار توفير الأجهزة والآليات لتطبيقه ... لا شيء يسير في الاتجاه الصحيح... دستور جديد قيل إنه حصل على الأغلبية العظمى، هل سيتم تفعيله وإحداث القوانين اللازمة لأجرأته، أم أنه سيكون حلقة جديدة من سلسلة الدساتير الورقية السابقة. انتخابات تشريعية على الأبواب، وأصوات تؤكد أنها ستسير على درب سابقاتها.بنفس الوجوه ونفس الأساليب المعتمدة في استمالة أصوات الناخبين (الزرود، الحفلات،الوعود الكاذبة..)، مترشحون لا يعلمون شيئا عن المهام التي سيقومون بها داخل قبة البرلمان...نفس الحياد السلبي للسلطات. الأحزاب السياسية وكعادتها في كل انتخابات تتحالف فيما بينما دون اعتبار لليمين ولا اليسار أو الوسط... تستقطب كل من ترى أن بإمكانه الحصول على مقعد برلماني دون اعتبار لمستواه الدراسي ولا الاجتماعي ولا الأخلاقي، لا تعير اهتمام بفئة المقاطعين للانتخابات، لعلمها أن هذه الفئة لن تكون ضمن أرقامها الانتخابية. ولو أن هذه الفئة بإمكانها الفوز بالقيادة إن هي قررت الاتحاد والمشاركة كاملة. حراك عشوائي...من يحكم الشارع المغربي بعد أن جمدت كل القوانين خوفا من (حساسية الوضع)، ورفعت السلطات والأجهزة الأمنية الراية البيضاء في وجه الباعة المتجولين والمنحرفين الذين احتلوا كل الشوارع والأزقة وملئوا جوانب المساجد والإقامات السكنية. الكل يتحاشى (الفراشة وأصحاب العربات المجرورة) تفاديا لتكرار مأساة (البوعزيزي).. لا أحد فكر في تقنين تجارة هؤلاء الفقراء ومنحهم فضاءات في المستوى. ولا في الضرب على أيادي المنحرفين الذين يوظفون السياسة لتجنب معاقبتهم أمنيا، بل منهم من أصبحوا أصدقاء لعناصر أمنية خوفا منهم أو مقابل خدمة إخبارية. لا أحد يريد أن يكون سببا في إسقاط النظام، وكأن النظام ورقة توت يابسة تنتظر نسمة ريح لتسقطها...من يربح رهان التغيير ؟... العشرينيون...المعطلون... الفراشة.. أم ساكنة دور الصفيح؟...أم هم مجتمعون في ضل لامبالاة المسؤولين المنشغلين في تنصيب أنفسهم وأبنائهم وبناتهم وزوجاتهم على رؤوس اللوائح الانتخابية المحلية ولوائح الشباب والنساء. هل سيتحول البرلمان إلى غرف لمجموعة من الأسر النافذة ؟ هل سيتحقق حلم هؤلاء المستبدين والمستغلين لأموال الشعب، ويتمكنون من حجز غرف تأوي الأب والأم والأبناء، وتقيهم عناء التشتت والوحشة العائلية؟ ... وتضمن لهم فرصة توارث المقاعد البرلمانية....حراك مغربي بعدة رؤوس . ترى ماذا سيكون وضع المغرب بعد انتخابات 25 نونبر؟ الأكيد أنه سيضل مغرب ملكي ما دام الغطاء الملكي هو الضامن لوحدة الشعب واستقراره. والأكيد أن أوراق شجرة المفسدين ذبلت وستسقط تباعا تحت الأرجل بسبب الحراك الشبابي الصامد. فلننتظر...